<H2>الشاعر سليمان العيسىمقال عن الشاعر سليمان العيسى :
سليمان العيسى
ولد في النعيرية (أنطاكية -لواء اسكندرون) عام 1921.
تلقى تعليمه في القرية وأنطاكية وحماة ودمشق، وتخرج في دار المعلمين العليا ببغداد، عمل مدرساً في حلب وموجهاً أول للغة العربية في وزارة التربية.
عضو جمعية الشعر.
مؤلفاته:
1-مع الفجر -شعر- حلب 1952.
2-شاعر بين الجدران -شعر- بيروت 1954.
3-أعاصير في السلاسل -شعر- حلب 1954.
4-ثائر من غفار -شعر- بيروت 1955.
5-رمال عطشى -شعر- بيروت 1957.
6-قصائد عربية -شعر- بيروت 1959.
7-الدم والنجوم الخضر -شعر- بيروت 1960.
8-أمواج بلا شاطئ -شعر- بيروت 1961.
9-رسائل مؤرقة -شعر- بيروت 1962.
10-أزهار الضياع -شعر- بيروت 1963.
11-كلمات مقاتلة -شعر- بيروت 1986.
12-أغنيات صغيرة - شعر- بيروت 1967.
13-أغنية في جزيرة السندباد -شعر- بغداد وزارة الإعلام 1971.
14-أغان بريشة البرق -شعر- دمشق وزارة الثقافة- 1971.
15-ابن الأيهم -الإزار الجريح -مسرحية شعرية- دمشق 1977.
16-الفارس الضائع (أبو محجن الثقفي) - مسرحية شعرية- بيروت 1969.
17-إنسان -مسرحية شعرية- دمشق 1969.
18-ميسون وقصائد أخرى -مسرحية وقصائد- دمشق 1973.
19-ديوان الأطفال -شعر للأطفال- دمشق 1969.
20-المستقبل -مسرحية شعرية للأطفال- دمشق 1969.
21-النهر -مسرحية شعرية للأطفال- دمشق 1969.
22-مسرحيات غنائية للأطفال -دمشق 1969.
23-أناشيد للصغار -دمشق 1970.
24-الصيف والطلائع -شعر للأطفال- وزارة الثقافة- دمشق 1970.
25-القطار الأخضر -مسلسل شعري للأطفال - بغداد 1976.
26-غنوا أيها الصغار شعر للأطفال- اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1977.
27-المتنبي والأطفال - مسلسل شعري للأطفال- دمشق 1978.
28-الديوان الضاحك -شعر للتسلية- بيروت 1979.
29-غنوا يا أطفال (مجموعة كاملة من عشرة أجزاء تضم كل الأناشيد التي كتبها الشاعر للأطفال)- بيروت 1979.
30-الكتابة أرق -شعر- دمشق 1982.
31-دفتر النثر - دراسة- دمشق 1981.
32-الفراشة -دمشق 1984.
33-باقة النثر -دمشق 1984.
34-إني أواصل الأرق -دمشق 1984.
وفيما يلي مقابلة أجريت مع الشاعر الكبير سليمان العيسى :
شاعر القومية العربية سليمان العيسي
اعتقلت بأمر من صديقى أديب الشيشكلي
سليمان العيسى شاعر عربى كبير ناضل من أجل التغيير ليس فى وطنه سوريا فقط بل فى الوطن العربى، فهو بحق شاعر القومية العربية التى آمن بها ودافع عنها، وخرجت منها إبداعاته وأفراحه ومآسيه وهمومه، فهو لا يريد هذا العالم بدون حب، بدون شعر، بدون أطفال، وهو عبر حواره معنا الذى أجريناه فى دمشق يحدثنا عن اعتقاله بقرار من صديقه أديب الشيشكلي، وعن دور جمال عبدالناصر كرمز للتيار القومى الذى انطلق وتعالى صوته فى فترات المد الثورى.
- بماذا تحدثنا عن ذكريات طفولتك ونشأتك فى القرية؟.
–بدأت أنظم الشعر وأقلد الشعراء وأنا فى التاسعة من عمرى وقمت بتأليف أول ديوان لى وكان يتكون من 40 أو 50 قصيدة تحدثت فيها عن هموم الفلاحين فى قريتى الصغيرة وللأسف لقد أهديت هذا الديوان لأحد رفاق الطفولة ليحتفظ به كذكرى ولا أعرف عنه شيئا الآن.
- تبنيت فكرة النضال من أجل الوطن منذ كنت صغيرا حدثنا عن هذه المرحلة فى حياتك؟.
–شاركت فى عشرات المظاهرات والقيت الحجارة خلالها على الفرنسيين، وكانت هذه الأحداث فى أواسط الثلاثينيات من القرن الماضى، كان يقود العملية النضالية فى انطاكية زكى الأرسوذى وقد كان رجلا مثقفا درس فى السوربون فى فرنسا ثم عاد إلى سوريا وكان من المبشرين بفكرة الوحدة العربية ومنذ كنا صغارا تلقينا منه أحلام الوحدة العربية وأفكارها، وعندما سلخت لواء إسكندرون من سوريا انتقلت إلى سوريا لأتابع دراستى فيها وتابعت النضال أيضا ضد الانتداب الفرنسى على دمشق أى أن طفولتى كانت عبارة عن دراسة ونضال فى وقت واحد.
- قلت فى مقدمة ديوانك رائحة الأرض:
أنا خلية فى جسد ممزق كبير اسمه الوطن العربى وشعرى هو محاولة من آلاف المحاولات لبعث هذا الجسد وعودة الحياة إليه، فإذا ما اقتربت منى فقد بدأت تعرفني).. ترى ما هى هموم الشاعر سليمان العيسى التى يحملها؟.
– ليست لى همومم شخصية وقد بلغ عمر كتاباتى ما يقرب الـ 72 عاما قضيتها فى الكتابة عن الهم العربى فأنا جزء من الهم العربى وفى إحدى مقابلاتى مع التليفزيون التونسى طلب منى المذيع فى نهاية البرنامج أن أعرف نفسى بعبارة واحدة فقلت له أنا خلية فى جسد عربى تبحث عن ملايين الخلايا من اخوانها لكى يتحرك الجسد وتبعث فيه الحياة.. وماأزال أصر على هذا التعريف وأذكره فى كل مقابلاتى وأحاديثى لأنه هذا هو تعريفى الحقيقى فأنا لست شاعرا فالشاعر مع كل قيمته الفنية وذروته الإنسانية يأتى فى المرتبة الثانية عندى أما الإنسان العربى فيأتى فى المرتبة الأولى فى الأهمية ثم تليه القصيدة العربية وكل ما كتبت من شعر ونثر للكبار والأطفال كله يصب فى هم واحد وهو الهم القومى.
-ماذا يمثل لك جمال عبدالناصر؟.
– جمال عبدالناصر كان يمثل موجة من الشعور القومى الذى انطلق فى جميع أنحاء الوطن العربى كله وعاش جيل كامل من العرب ولست أنا وحدى يهتف جمال عبدالناصر وللوحدة العربية، وأذكر أن أحد أصدقائى فى الجزيرة العربية، وقد كان بدويا يجهل القراءة والكتابة اشترى راديو صغير وطلب من البائع أن يثبت له الإذاعة على محطة صوت العرب، وكان يسمع صوت العرب، فقط ولا يريد سماع غيرها من الإذاعات الأخرى وذلك من شدة تعلقه وحبه لعبدالناصر.. كيف لا يحمل المثقفون وأنا واحد منهم هذا الشعور الذى يحمله ويكنه هذا البدوى فى أقصى نجد لجمال عبدالناصر، لذلك حينها انطلقنا فى موجة قومية عربية عجيبة فى أيام عبدالناصر واعتبرنا عبدالناصر رمزا لهذه الموجة والمرحلة وبدأت اكتب قصائدى متغنيا بهذه المرحلة، وأذكر قصيدة كتبتها فى ليلة تأميم قناة السويس ويقول مطلعها:
كان المساء..
وكان صوتك فيه شلال الضياء..
ولا أذكر البقية ولكن هناك بيتين من هذه القصيدة انتشرا بشكل غريب وأقول فيهما:
شمس العروبة إن تطيقى الليل بعد اليوم غيبي
غيبى سنصنع للدنى شمسا تضيء بلا غروب
ولو جمعت القصائد التى كتبتها أيام الوحدة بين مصر وسوريا لأصبحت ديوانا كبيرا، وهناك نشيد كان يذاع على صوت العرب باستمرار كان يقول:
من المحيط الهادر
إلى الخليج الثائر
لبيك عبدالناصر
وهو نشيد قومى كتبته فى لحظة من لحظات الاشتعال العربى وأخذه منى بعض الأصحاب ولحنوه وأصبح من أشهر الأناشيد الوطنية
- أنت تعد شاهدا على أحداث ثقافية وسياسية كثيرة حدثت خلال فترة طويلة من الزمن، ترى ما الفرق بين مثقف القرن العشرين ومثقف القرن الحادى والعشرين وما هو تأثير المناخ السياسى عليه؟!.
– لا أحب أن تدخل كلمة السياسة فى حديثى على الإطلاق لأننى اعتبر كلمة السياسة ضد الفكر وضد العروبة وضد الشعر، ضد كل شيء أحلم أنا به، وأنا لا اعتبر أن هناك فرقا أبدا بين مثقف القرن العشرين ومثقف القرن الحادى والعشرين وكل ما تحدثت عنه وأحلم به، بالطبع يحلم به كل مواطن ومثقف عربى ويحملها على عاتقه وبعضهم ينكسر وآخرون يتوقفون فى منتصف الطريق وآخرون يفشلون والبعض يحبط ومع الأسف أن السبب يرجع إلى ذلك الخنجر الذى زرعوه فى قلب الوطن العربى والذى يسمونه بـ إسرائيل التى ستعيقنا مائة أو مائتى عام لا أعرف وقد زرعوه فقط ليعقونا فى مسيرتنا القومية والثقافية وليوقفوا مسيرة الوحدة العربية.
- فى عودة إلى الذكريات مرة أخرى.. بماذا يحدثنا الشاعر سليمان العيسى عن قصائده التى أدخلته السجون وعن مواقفه التى اعتنقها وأرسلته خلف الشمس.. وفى أى العهود سجنت..؟!
– هذه أشياء طبيعية جدا بالنسبة لمشاغب مثلى وبصراحة عيب على أن أقول إننى سجنت فى الوقت الذى تمتلئ فيه السجون الإسرائيلية بما يزيد على 7 آلاف فلسطينى فهذا شيء يدعونى إلى الخجل لأن هؤلاء هم السجناء الحقيقيون.
وأذكر أننى كنت فى المرحلة الثانوية و قد أصدرنا منشورا ضد الفرنسيين فى وقت الانتداب الفرنسى فى سوريا وأثناء توزيع هذا المنشور قبضوا علينا وسجنت فترة من الزمن، والمرة الثانية كنت أعمل مدرسا فى حلب فى عهد من عهود الديكتاتورية، وهو عهد أديب الشيشكلى ومن العجيب أن أديب الشيشكلى كان من أصدقائى ولكن لا أعلم إذا كان حب السلطة يفعل هذا بالأصدقاء فيتحول الصديق من مناضل إلى ديكتاتور وما فعله الشيشكلى هو أنه وضع كل رفاقنا وأنا واحد منهم فى السجن لأننا كنا ننتقده وكان ذلك فى آخر عهده.
أما المرة الثالثة فقد سجنت بسبب قصيدة من قصائدى التى انتشرت بين الشباب والطلاب، دون أن أدرى أو أعلم كيف انتشرت وظنت السلطة أنها موجهة ضدها ولكن القصيدة كانت تعبر عن آلامى أنا..
- هل الرواية آصبحت ديوان العرب؟
– أنا ضد هذه النظرة وفى اعتقادى أن الشعر لم يتراجع أبدا فالشعر ديوان العرب كما قال أجدادنا فى السابق وأؤكد لك أن قصيدة رائعة قد تهز الجمهور أكثر من الرواية شرط أن تعطى الجمهور كلمة صادقة لأن فعلها سيكون فعل كرة من النار تقذفينها فترتد إليك أكثر اشتعالا وتو هجا وأنا كشاعر مدين للجمهور بالكثير وقد يضطر الفرد أحيانا إلى التضحية بشيء من الفن ليصل إلى الناس، لكن المعادلة الصعبة هى أن يستطيع الشاعر أن يجمع بين الفن والناس، أى أن يستطيع أن يصل بفنه إلى الناس ويشعرهم به ولقد قلت فى أحد أحاديثى، أصعب أن يكون الإنسان شاعرا، وما أروع أن يكون!!.
- هناك جدل دائر فى أوساط المثقفين حول مسألة العلاقة بين المثقف والسلطة.. فما رأيك هى هذه العلاقة؟.
– قال أجدادنا المرء حيث يضع نفسه فأنت من يضع نفسه فى المكان المناسب وانت التى تحافظين على موقعك فى هذا المكان المناسب ولا يوجد سلطة ولا يوجد مثقف وكل ما هنالك هو إنسان يختار مصيره ويختار خطه فى الحياة ولا توجد قوة فى الدنيا تجبره أن يختار مصيره ودربه، وهناك مثقفون يصبحون أبواقا للسلطة وهم أحرار وهناك من يريد أن يكون حر نفسه وطليقا دون قيود وهذا من أحترمه ولا أحد يستطيع منعه وفى اعتقادى أن المسألة فردية تماما تتعلق بسلوك الإنسان الشخصى فإما أن يقف موقفا يحافظ فيه على آرائه وطموحاته ومعتقداته وإما أن يتنازل ويتهاون ويسير مع التيار السلطوى.
نقلاً عن جريدة العربي ( جريدة الحزب العربي الديمقراطي الناصري )
و قد اخترت من أحد قصائد الشاعر سليمان العيسى قصيدة بعنوان الغروب :
كنا على شَفَةِ المحيطِ سُلافةً
حُلْمٌ يطيرُ بنا ،
وحُلْمٌ يقعدُ
ونَسِيتُ ما حولي ،
ولو سَمََّرتني
بالصخرِ في شَفَةِ المحيطِ سأَشْرُدُ
***
هذي الهضابُ الزرقُ يَزْحَمُ بعضُها
بعضاً ، على أقدامِنا تَتَبَدَّدُ
هذي الهضابُ الزُّرْقُ زَخْرَفَ مَتْنَهَا
وَشْيٌ من الزَّبَدِ الغَضُوبِ يُعَرْبِدُ
يَفْنَى الخَيَالُ ،
وتَنْطَوِي آبَادُهُ
وتَظَلُّ تُغْنِي ذاتها ، وتُجَدِّدُ
***
لَمَّتْ ثُمَالاتِ الغُروبِ ، فخمرةٌ
نَفَدَتْ ، وأُخرى في المَدَى مَا تَنْفَدُ
وانداحَ في عينِي رَحِيبٌ هائلٌ
غَرْثَـان ،
يَزْدَرِدُ الظنونَ ويُرْعِدُ
الهادِرُ الجبَّارُ
أَمْرُقُ وَمْضَةً
فيهِ ، فأخلُدُ في مداه ، ويخلدُ
نِدَّانِ ، يا أمواجُ نحنُ ، قصيدةٌ
عَطْشَى ، ولُجٌّ ثائرٌ متمرِّدُ
صُبِّي على عينَيَّ آخِرَ قَطْرَةٍ
في صدرِ عَوْسَجَةِ المغيبِ تَرَدَّدُ
حمراءُ عَوْسَجَةُ المغيبِ كأنَّها
أُنشودةٌ في أضلعي تتوقَّدُ
حمراءُ .. تَلفظُ في المحيط ذَمَاءَهَا
لتقولَ :
إنِّي في خيالِكَ أَرْقُدُ
***
وتموتُ آخِرُ باقةٍ
مخضوبةٍ بدَمِ النهارْ
وأَظَلُّ عَبْرَ الموجِ لحناً
كالمحيطِ ، بلا قَرَارْ
الهادرانِ بمسمَعِي
عاشا مَعِي .. أبداً مَعِي
صوتُ الظَّمَاءِ إلى الحياةِ ،
أخوكَ يا صوتَ العُبَابْ
هيهاتَ .. يُخْفِيهِ الغُروبُ الحُلْوُ
يا عينَ الذئابْ !
—————
* عين ذئاب - أو عين الذئاب – بقعة ساحرة على شاطيء المحيط في الدار البيضاء بالمغرب .
</H2>