اقسى الجراح
تخيل انك تعرفهم .. تعرف تفاصيلهم .. شتاتهم
تلمس حزنهم حين يتظاهرون بالسعاده
وسعادتهم حين يبدو حزنهم
تلمس صراعاتهم وتقاسمهم لحظاتهم وزفراتهم واياماً قضيتها معهم
حتى تعودت اختلافاتهم
ورضاهم
وعتبهم
وضحكاتهم
وشقاوتهم
والامهم
وغدت حياتكم واحده
وحضوركم واحد
والآمكم واحده
وغيابكم واحد
وما ان تستفقد وجودهم بجانبك
حتى تبدأ تثرثر بالسؤال عنهم
بين حناياك وتحت مسامات جلدك
تخيل كل هذا
وفجـــــــــــــــأه ؟؟؟؟؟
تكتشف كم أنت سااااااذج
لم تكن لتستوعب حقيقتهم وجههم الآخر
تكتشف بأن هؤلاء الاحباء الذين طالما منحتهم مشاعر عظيمه وغنيه
كفيله بغرس جنونهم في ذاكرتك وغرسك في حناياهم
يتجردون منك بكل بساطه
فهم يغدقونك بالحب
وما ان تدير ظهرك لهم حتى يبدأون بمضغ لحمك
ويستعذبون طعم عرضك
ويشككون بسيرتك البيضاء
وبعد كل محبتك لهم ومصداقيتك معهم
فجـــــــــــــــــأه ::
تكتشف أن ابتساماتهم زيف
ومبادئهم زيف
واحاديثهم زيف
وتأملاتهم زيف
والود لم يعرف طريقه يوما الى قلوبهم
والاحساس لم يتدفق يوما في اوردتهم
والنبل لم يشرق يوما في مساحاتهم
وبأنك طالما اغدقتهم بالاحاسيس البريئه
وطالما جعلو منك وليمةً ينهشون لحمها بشراهه
ويتهكمون بأخلاقك وشرفك
ويبددون املك
ويخذلون احساسك
فتقفد احساسك بالأمان معهم
وتشعر بالغربه بينهم
وتتخبط في ظلمات قسوتهم وجحودهم
ويصبح خوفك من غدرهم يطاردك
ويأسك من ضمائرهم يحتويك
وظلمهم لك يكاد يقتلك
فهم يغمضون اعينهم عن الوان الطيف
ولا يرون فيك الا السواد
فماذا تفعل حينها ؟
وقد كان نبضك يوما ما يطرق باب قلبك بعنف
كلما شعرت بسحابة حزن في حياتهم او لمحة عتب في كلماتهم
حتى غدوت تقدم الاعتذارات اليهم عن شيئ لم ترتكبه
خوفا على مشاعرهم ..؟
ماذا تفعل
غير ان تتنفسك الآهات وتختنق بك العبرات
كلما تذكرت جراحا أبت ان تغادر خارطة وجهك
فلا تجد بداً من ان ترعد وتصفق حنايا اضلعك
وحينها
لاتجد من تستغيث به سوى ذاك البلسم العادل
ولا تستجدي الانصاف سوى من ذاك الرحيم الراحم
همســــــــــــــــــــه
يا أسفاه على عيون غدت للزلات ترقب
وتعسا لألسنه تشجب وتندب
( كما تدين تدان )