وطلاب يتمنون على سيريانيوز إيصال صرختهم "نحن نعامل هنا كحيوانات"يبدو المشهد "مثيراً" للعديد من الأفكار المتناقضة أمام مركز التعليم المفتوح بجامعة حلب، والتي تصب جميعها في خانة التشاؤم حتماً،
إزدحام، تدافع، طالبات يبكين، طلاب يلقون "الشتائم" على اليوم الذي فكروا فيه بالتسجيل في العليم المفتوح، طلاب "مدعومون" من قبل بعض الموظفين أو أعضاء الهيئة الإدارية يدخلون من الباب الخلفي "أمام أعيننا"، بينما يقف المئات من الطلاب خارجاً تحت الشمس.
بينما يُرى المشهد من زاوية مختلفة حين يسمع كلام عميد كلية الحقوق "فالأمور كلها تمام التمام".
الطلاب يقتحمون غرفة التسجيل والموظف يرمي الأوراق على الأرضوكانت وقعت أعمال شغب في مركز تسجيل التعليم المفتوح في جامعة حلب نتيجة الازدحام الشديد وعملية التدافع، حيث قام العشرات من الطلاب باقتحام الغرفة ذات النافذة الواحدة والتي يوجد فيها موظفين اثنين فقط، والمخصصة لتسجيل طلاب قسم الدراسات القانونية، وأخذ الأوراق والإيصالات، التي رماها الموظف حينها على الأرض، وذلك بعد أن وقفوا لساعات دون نتيجة، وقاموا بعد ذلك بتوزيعها فيما بينهم خارجاً.
وائل طالب دراسات قانونية وقف على الحياد يحمل بيده إيصالات ويبتسم، ولدى سؤاله عن سبب ابتسامه قال "تصور أنني هنا لليوم العاشر على التوالي ولم أستطع التسجيل حتى الآن".
وعما حصل اليوم قال "جاء موظفان فقط ليسيروا معاملات ما يقارب ألف طالب كما ترى وبعد أن جمعوا المغلفات الخاصة بالتسجيل من كل الطلاب، وضعوها على الطاولة ثم قاموا بتسيير المعاملات التي تأتيهم من الباب الخلفي، الأمر الذي أثار حفيظة الطلاب الذين مضى على وقوفهم ساعات، مما دفعهم للدخول عنوة إلى الغرفة وأخذ المغلفات وتوزيعها على زملائهم في الخارج، طبعاً وهي غير مختومة".
ومعظم من التقيناهم من الطلاب قالوا بأنه اليوم السادس أو السابع الذي يحضرون فيه للتسجيل "دون جدوى".
الموظف بدوره "اتهم الطلاب بالهمجية وأن تصرفهم غير حضاري".
طالبة تقع على الأرض ويداس عليها وإيصالات ضائعة و"الطلاب يستنجدون"وأمام هذا التدافع أمام النوافذ والباب الخلفي الذي يفتح كل خمس دقائق لأحد "المدعومين" سقطت إحدى الطالبات تحت الأقدام في موجة دفعتها داخل الغرفة، وداس الطلاب فوقها في منظر وصفه طلاب بأنه "مخجل جداً"، وقام الزميل علاء من موقع طلاب الجامعة بمحاولة مساعدة الطالبة على النهوض فأكل نصيبه من الضرب والركل، وأصيب بجرح بسيط، حمدنا الله، أنه لم يكن خطيرا.
ولدى محاولة أخذ تصريح من الطالبة "انهمرت دموعها" وقالت "إنها ستترك الجامعة نهائيا".
كما لاحظنا عدداً من الطلاب والطالبات الذين يبحثون عن إيصالات تسجيلهم المالية والتي تراوحت بين الـ 15 إلى 25 ألف ليرة سورية، ضاعت نتيجة "رمي الموظف الأوراق على الأرض وقيام الطلاب بأخذها".
وتدخل أحد عناصر الحرس الجامعي مع بعض "الأعوان" والذي بدوره قام "بدفع وضرب الطلاب وهو يحمل بارودته العسكرية".
واستنجد الطلاب عبر موقع سيريانيوز بكافة القوانين والمسؤولين في دمشق وطلبوا مجتمعين إيصال صوتهم إلى خارج جامعة حلب، "فرئيس الجامعة وكل المسؤولين على علم بما يحدث" على حد قول طلاب وقيادات طلابية طلبت عدم ذكر اسمها.
وقال طلاب مجتمعين بنبرة مؤلمة "ليعلم الجميع أننا نعامل هنا في مركز التعليم المفتوح بحلب كحيوانات".
عميد كلية الحقوق "ينفي" وقوع أعمال الشغب وكل ما "رأيناه على أرض الواقع"وفي اتصال لسيريانيوز مع الدكتور محمود مرشحة عميد كلية الحقوق نفى "حدوث أي شغب" وأن ما ذكرناه حول "مغلفات تم رميها على الأرض" هو أمر "لا أساس له من الصحة".
ورداً على سؤالنا حول عدم كفاية موظفين اثنين فقط قال "هذا الكلام غير صحيح، فيوجد ستة موظفين، خمسة منهم على الأقل متواجد بشكل دائم".
وقال مرشحة "إن ما تتكلمون عنه من مشاكل، حصل بين الطلاب أنفسهم وليس لموظفينا أية علاقة به"
وحول سؤال عن معاناة الطلاب من مشكلة تأخير التسجيل وإنه يتطلب أيام كثيرة ويشكل مشكلة حقيقية للقادمين من المحافظات الأخرى قال مرشحة "إن هذا الكلام غير صحيح وإن كل الطلاب يسجلون في نفس اليوم الذي يأتون فيه، أما من يأتي عند الساعة الثانية عشرة، فمن الطبيعي أنه ربما سيتأخر لليوم التالي".
يذكر أن مركز التعليم المفتوح هو الآن "بلا رئيس" بعد صدور قرار في وقت سابق يلحق كل قسم من أقسام التعليم المفتوح بالكلية الموازية له في التعليم النظامي "إداريا".
ووصف أحد موظفي التعليم المفتوح القرار بأنه "غير مدروس" والدليل هو العشوائية في تطبيقه "وما أحداث اليوم من شغب وفوضى" إلا دليل على "التخبط الذي يعيشه مركز التعليم المفتوح في حلب".
الثلاثاء يونيو 03, 2008 5:00 am