موضوع: إلى من لم يسمع بحكاية صدر "Sheyla " الكبير الثلاثاء يونيو 03, 2008 4:56 am
ربما ان لله حكمة في المصائب التي باتت تنزل على رؤوس البشر في كل مكان ، من اعصار "نرجس" ميانمار الذي ذهب ضحيته اكثر من 70 الف قتيل وشرد ملايين البشر ، الى مأساة الصين المتمثلة في زلزال سيشوان الذي حصد اكثر من 40 الف قتيل وكذلك شرد الملايين.
والخبر السيئ بأن مثل هذه الكوارث الطبيعية سوف تحصد عدد اكبر من الضحايا مع تقدم الزمن ، وذلك نتيجة زيادة الكثافة السكانية في العالم.
فقد احتاج الامر الى ما يقارب 10 آلاف سنة حتى وصل عدد سكان الارض الى مليار شخص مع بداية القرن التاسع عشر ، وتجاوز الـ 3 مليار في العام 1960 أي بعد ما يقارب 160 عاما ، ووصل حاليا بعد اقل من خمسين عاما الى 6.5 مليار شخص ، وسيصل الى 9 مليار حسب التقديرات في العام 2045 ، اعطانا الله و إياكم طول العمر.
والزلزال الذي كان يحصد في عام 1800 الف قتيل في رقعة تبلغ كلم مربع ( على سبيل المثال ) سيحصد عشرة الاف شخص واكثر في ذات المساحة اذا "شرّف" في العام 2045.
وطالما شهية الانسان مفتوحة على "الخلفة" خاصة في البلاد التي تكون فيها هذه العملية هي الطريقة الوحيدة للتسلية والترفيه وحرية التعبير عن الرأي و"التنفيس"، فان مصائب هذا الكوكب سوف تزداد باستمرار ، وسيكون وقع الخبر علينا عن وفاة عشرات الالاف من الاشخاص في كارثة في المستقبل القريب ، يشبه الى حد كبير وقع خبر انفجار سيارة في سوق شعبي في العراق ووفاة العشرات علينا اليوم.
ويذهب بعض الخبراء والمراقبون الى ابعد من ذلك ، الى ترشيح اشتعال الحروب والنزاعات نتيجة الازمات المشتدة التي تعصف بهذا الكوكب من كل حدب وصوب بحيث تصبح الحياة اصعب فأصعب ، فما لم يكن بحسبان أبائنا في الماضي ، يصبح اليوم رقما صعبا في حياتنا نحن ، ابتدءا من رغيف الخبز.
طبعا والمنحوس منحوس ، فبالإضافة الى ابتلاء السكان هناك بالاعصار كان هناك بلاء اعظم في قرار المجلس العسكري الحاكم في ميانمار "الجونتا" ( الله يصلحو ) الذي تأخر 15 يوم ليسمح للمساعدات الدولية بالدخول للمناطق المنكوبة ، ولا اعرف حقيقة ما الأسباب التي تحذو بهذا "الحاكم " الى التأني ( التأني هنا كلمة في غير محلها ) كل هذه المدة بينما يموت كل يوم الالاف نتيجة عدم وصول هذه المساعدات اليهم.
وأمام مثل هذه المآسي البسيطة هناك مآسٍ "العن وادق رقبة" تنقلها بعض المحطات ، فقد شاهدت باهتمام بالغ وانا انتقل بين القنوات ، المحاولات الحثيثة التي بذلها طاقم برنامج "شهير" يعشقه "نسواننا" كثيرا ، لانقاذ حياة "شيلا" ، وشيلا شابة برازيلية جميلة ومثيرة خضعت لـ 29 عملية تجميل خلال حياتها ، وكانت على وشك الخضوع لعملية تجميل اضافية لتكبير صدرها الضخم الى الضعف واكثر ، لتبدو اكثر اثارة مما هي عليه ، ولما كان في هذا خطر كبير على حياتها ( بحسب التقرير التلفزيوني ) ، وبما انه ربما تحتاج الى دعائم استنادية ( سقالات ) لتحافظ على توازنها وتعادل مركز ثقلها ( بحسب تقديراتي ) ، فقد تصدى البرنامج لهذه المهمة الانسانية واستدعى طبيب جراح من ولاية بعيدة في اميركا الى ولاية السيدة المسكينة ، وبذل الطبيب جهود مضنية في عملية التفاوض تشبه المفاوضات التي تدور حاليا في الدوحة ( ولا تشبه المفاوضين طبعا ) ، وبعد ان قطع ( الطبيب ) "كل تلك المسافة " جاء ليقنع السيدة البائسة المهددة بالانقراض بان تستعيض عن العملية الخطرة بلباس خاص اتى به من ولايته البعيدة ، وظيفته "دفش" صدر المحروسة الى الاعلى فيبدو اكبر بمرتين .. ؟؟!
وتنفسنا الصعداء .. ، وفي مشهد درامي مؤثر جدا دخل الطبيب على "شيلا" المسكينة في غرفة نومها بعد ان لبست الثوب "الدفّاش" الخاص ليقول لها كم هي جميلة ، وهي بدورها تقطع له الوعود بأنها لن تخضع لاي عملية تجميل بعد الان ، وتخبرنا بان زوجها بحاجة اليها ( طبيعي ؟؟!) .. "وتتغمى " للطبيب قبل ان تعانقه شاكرة ، وتأتي في خلفية المشهد المبكي السرير الرحب ( طبعا بدون الزوج ) ذو الستائر الحريرية ..
وتخرج علينا المذيعة وكأنها حررت فلسطين ، وتثبّت فضلها وبرنامجها في انها أنقذت حياة شيلا ( وكأنها من بقية اهلنا ) ، وينتهي التقرير الذي استغرق عرضه وقتا اكبر بكثير من التقرير الإخباري الذي بث في ذات القناة عن تداعيات زلزال الصين بعد حين..
اما انا .. بين الحدثين رحت اخمن كيف ستمر ليلتي ، كابوس في الصين ، ام حلم جميل يصل الى ذاك السرير .. في كل الاحوال هي مصائب كان الله في العون ..