نعم لما الاستغراب
فكما تعلمون فإنَّ للزواج احتفالاته وأعراسه وكتب كتاباته،
أما للطلاق فلا شيء سوى الهم والغم والمحاكم والداخلين على الله وعليك،
والطالعين من بيت أبوها وفايتين لبيتك،
للزواج تلك الكرنفالات والإعلانات بدءاً من موكب السيارات الشهير مع زماميره وطبوله وأعلامه،
ومروراً بالعراضة برقصاتها الرجولية وشوارب راقصيها المفتولة وهتافاتها الفخورة المعتزَّة على الدوام،
وانتهاءً بالإعلان الأكابري في الجريدة عن زواج الشاب الوسيم بالآنسة الفاضلة كريمة الأستاذ الفهمان ابن الأصول،
بينما لا إعلانات للطلاق،
لا دبكات ولا حلقات سوى حلقات النميمة والطعن بالشريك الفاقس،
لا مواكب لإعلان الطلاق،
لا زمامير سوى زمامير الخطر التي تعنُّ عند دخول المطلَّق إلى مكان تتواجد فيه طليقته،
لا إعلان في الجريدة عن الطلاق،
لا احتفالات
، لا قصائد بهذه المناسبة من شعراء مأجورين،
ولا مطربين لترقيص المعازيم سوى صوت مطرب حزين يأتي من مسجلة المطلَّق أو المطلَّقة لأربعين يوماً لا أبالكَ يسأمِ،
وانا اليوم سا**ر التقليد وسادعوكم لحفله طلاقي الخاصه
لكن ماذا لو أقمت للطلاق الحفلات،
ماذا لو قرأتم في الجريدة أنَّ فلاناً يهنِّئ فلاناً على طلاقه من فلانة؟
ماذا لو سارت مواكب السيارات مزمرة في رتلين رتل من أهل المطلَّق،
ورتل من أهل المطلَّقة؟ ماذا لو أقاموا الأعراس للمطلَّقين
، مسموح فيها تبادل الكفوف والبزقات بين المطلوق والمطلوقة كوداع لحياة الشجارات والدخول في علاقة جديدة لا كفوف فيها ولا رفسات ولا توبيخات ولا حتى زَورات؟
ماذا لو غنَّى المطربون ورَقَصَ المدعوون فالحفلة تستحقُّ ذلك؟
الحفلة حفلة خلاص،
حفلة انتهاء المشاكل اليومية،
حفلة انتهاء النق والبق والطقيق والصريع والجنون وضرب الروس بالأميركان قصدي بالحيطان،
والحفلة حفلة الإيذان بالراحة القادمة والحرية التامة بعد سنوات من المعاناة في سجون الأعداء،
والحفلة هي عيد الاستقلال،
عيد دحر العدو لآخر الدهر، أو الابتعاد عنه لتالي العمر،
ولو ..شوبنا،
إي بدها حفلة،
لا تقولوا لي أنت خرَّاب بيوت لأنو رح قلكم متهكماً: على أساس كانت عمرانة، والله يديم المحبة،
ولا يخيب لكم رجاء،
ولا يعمي على قلبكم أثناء الانتقاء
، كي نقول لاء.. للطلاء....ق.