إلىلينا ووديع وموج في محنتهم....
كل واحد منهن بمصيبه
إنه يمرُّ بعام استثنائي،
إنه عام المصاعب والمكارب والكوارث،
إنه يدخل إلى عامه الفيصل،
إنه يدخل إلى معركة مصيرية هي الثانية له بعد الابتدائيه والأقوى إلى الآن،
إنه
المحارب هذا العام،
إنه البطل،
لكن من الممكن أن يكون ع** ذلك بعد النتائج،
فيكون المتخاذل ويكون المهزوم والمن**ر،
إنه الخائف الذي ترجف رُكبه قصباً،
إنه طالب البكالوريا في بيتك،
والدُكَ يقول لكم هسسسسسسس إنه يدرس،
والوالدة تفتح عليه الباب كل دقيقة وكل ثانية،
وعلى شي بطعمة وشي بلا طعمة في سبيل الاطمئنان على دراسته،
وعمك الكريم يتَّصل ويسأل عنه،
والأقارب يشجعونه،
والجيران يسألونه كلما مرَّ من أمامهم عن آخر أخبار دراسته،
إنه شخص مهم في بيتك،
الكل يتعاطفون معه،
الكل يؤيدونه،
والكل يتدخلون في حياته،
وفي سنسفيل تليفوناته الليلية المبهمة المرهقة الباكية الهامسة،
وعلى سكِّر هالتليفون،
ومع مين كنت عم تلعي يا حيوان،
وعلى زَورة أبوية رفيعة المستوى من هون،
وبزقة أمومية غاضبة من هون،
وتهكّم أخوي من هناك،
يتحوَّل الشخص المهم في ثوانٍ إلى ممسحة عائلية من الصنف المهدور دمه،
وفي تحولاته اليومية هذه وتناقضاته يفكِّر طالب البكالوريا بكل شيء ما عدا الدراسة،
ويسأل نفسه باكياً أنو ليش ما بيقدر يطلع مشوار مع رفيقته،
وليش ما بيقدر يحكي معها بالتليفون،
وليش موبايله مصادَر من قبل والده رئيس قسم مكافحة المكالمات الشخصية في البيت،
وليش ما بيقدر يتفرَّّج عالمباراة،
وليش بده ينحرم من كأس الأمم الأوروبية بعد كم يوم،
وليش ما بيخلوه يتفرَّج عالمسلسل التركي نور،
طيب على الأقل يحيى تبع سنوات الضياع،
مشتهي شوف وجهه،
ما في غير عم أسمع صوته قصدي صوت زهير درويش،
ليش أخواتي قاعدين عم يتفرَّجوا ويتفاعلوا وأنا عايش عالأصوات
كأني على أيام الراديو رحمة الله على أمواتنا وأمواتكم أجمعين،
ليش وليش وليش؟!..
وليش يا أمي بتفوتي كل لحظة،
شي حاملة عصير،
وشي حاملة قهوة،
وشي بسكويت،
وشي طبخة،
ليش ما بتخلوني آكل معكم،
ليش قاعد متل الكلب لحالي،
وحتى إذا قعدتوني عالغدا معكم،
ليش ما عندكم حديث غيري،
ليش ما بتحكوا عن نور وعن يحيى،
ليش بتنتظروني لأروح على سجني اللي سميتوه غرفتي لحتى تحكوا،
وليش أختي مصرَّة تفسِد علي كلما شافتني عم أسمع شي أغنية بالراديو،
وليش أبي بيبهدلني إذا ما فقت بكير،
وليش أمي بتحط لي تلات منبهات فوق راسي،
وليش جارنا الغليظ المتظارف بيضل بيقل لي أنو من رجله رح أنجح بالبكالوريا،
وليش أمي بدها ياني أدرس طب وجيب مجموعه العالي،
وليش أبي موافق على أنو جيب طب أسنان على الأقل،
وليش جارنا الثقيل بيضل بيقل لي أنو مستقبلي عواطلي كشاش دبَّان ومهندس شوارع،
ليش أنا شو عامل؟!..
والله ما عملت شي، بس السنة عندي بكالوريا،
وبدي أنجح،
وعندي طريقتي،
بس ما حدا عم يسمعني،
وما حدا عم يفهمني،
وكله بده ياني أسمع كلام كله،
وما حدا بده يسمع كلامي،
وتزدادُ آلامي.
إي اطلع من هالأبواب،
فوت على غرفتك ولاه،
ادرس،
يا ويلك تلتهي هون وهون،
وتصفن لي يمين شمال،
يا ويلك من ظلام ليلك،
ادرس يا فتى،
فالفحص قد أتى،
ولا مكان بيننا لليائسين،
وللمنهزمين من أصحاب المقولة الانهزامية المتخاذلة
( خذ الصفر ولا تبالي.. فإنما الصفر من شيم الرجالِ).
لا مكان لمهندسي الشوارع بيننا على قولة جارنا الغليظ.
لكْ غليييييييييييييييييييييييييظ. روح اعدام بالكالوريا