تناول البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير في عظته خلال قداس الاحد، في بكركي، موضوع الزواج بين المسلمين والمسيحيين وما يعترضه من مشاكل، لكنه شجع على حصوله في لبنان، وقال «ان ما يحافظ على سلامة مثل هذه الزيجات روح التوافق الوطني التي تنشر ما بين المسلمين والمسيحيين، ونحن في هذه الايام احوج ما نكون اليها، لأنها تنعكس على الوطن في مجمله، وتساعد على بنائه على اسس وطيدة».
أمل صفير «ان يتم التوافق على اختيار رئيس للجمهورية يعمل على شد أواصر الالفة والتعاون والمحبة بين جميع اللبنانيين على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم، ليستعيد هذا الوطن ما كان له من وهج كاد يفقده».
تحدث صفير في عظته عن الزواج الذي ينعقد بين مسيحي ومسلمة، أو بين مسلم ومسيحية، ونظرة الكنيسة الى مثل هذه الزواجات، فتناول اولا الزواج بين كاثوليك ومسلمين فأشار الى تزايد انتشار المسلمين في الغرب وخلص الى القول: ان الزواج بين مسلمين ومسيحيين يتزايد، وتتزايد المصاعب التي تنشأ عن هذه الزواجات لاختلاف النظرة الى الزواج. وهذه مشكلة دقيقة يقتضي لها من السلطات المختصة مقاربة جدية واعية. والتفكير الرصين وحده بامكانه مواجهة هذه المشكلة على اتساعها وتبني راعوية لها مناسبة.
وتناول بعد ذلك وضع المرأة في الاسلام فقال: اذا شئنا ان ننظر الى الزواج بين المسلمين والمسيحيين نظرة جدية، دقيقة، يجب ان نتبين وضع المرأة القانوني في الاسلام، وهو مختلف تماما بحسب اختلاف الاديان. ان القرآن يقول بتفوق الرجل على المرأة وسلطته عليها، بحسب ما اوردته احدى السور، وان للرجل سلطة على المرأة. وهذا التفوق له طابع إلهي، وليس اقتصاديا وحسب، وان كان ذلك لا يزال مجهولا في غالب الاحيان لدى رجال القانون. وهذا الوضع الدوني للمرأة يجد تطبيقه العملي في الحق العائلي. وهناك اختلاف بين الرجل والمرأة في ما خص عقد الزواج.
اولا: ان للرجل حقا في ان يكون له اربع نساء، فيما ان هذا الحق لا تتمتع به المرأة.
ثانيا: لا يسمح للمرأة ان تتزوج رجلا من دين مختلف، الا اذا ارتد هذا الرجل الى الاسلام. وكل زواج مختلط مستحيل، لان غير المسلم يجب ان يعتنق الاسلام ليسمح له بالزواج من مسلم او مسلمة. وعلاوة على ذلك، ان الاولاد المولودين من ام مسيحية يجب ان يصبحوا حتما مسلمين ولو كانوا معمدين.
ثالثا: ان الزوج باستطاعته ان يطلق زوجته بقوله لها ثلاث مرات: انت طالق. وعلى العكس من ذلك، ليس للمرأة الحق في ان تفعل ذلك. ولا يسمح بالطلاق الا بناء على طلب الرجل، وحراسة الاولاد تعود حتما الى الاب، باعتبار انه هو الوحيد الذي بامكانه ان يشرف على تربيتهم وتعليمهم. فللأب وحده السلطة الوالدية.