لميس عضو فعال
عدد الرسائل : 148
| موضوع: جبران خليل جبران 1883 – 1931 الأحد يونيو 01, 2008 1:37 pm | |
| جبران خليل جبران 1883 – 1931
سيرة جبران
ولد جبران خليل جبران في بشري ، في كانون الثاني سنة 1883 م , وكان والده سيء الخلق كسولاً يعمل في عد الاغنام والماعز في الجرود وجباية الرسوم عليها ، أما والدته كاملة فكانت ذكية وقوية الشخصية ، تزوجت حنا رحمة وانجبت منه بطرس ، وهاجر حنا الى البرازيل ومات فيها ، فتزوجت بعده خليل جبران ، ورزقت منه بـ جبران ومريانة وسلطانة ,
تعلم جبران مباديء القراءة والكتابة من الطبيب الشاعر سليم الظاهر ، وكانت اسرته فقيرة بسبب كسل والده , وانصرف الى السُكر والقمار . أضف الى ذلك أن والده أُتهم بالسرقة فسجن ثلاث سنوات وصودرت املاكه وكان جبران في الثامنة من العمر ، فحملت الأم أولادها الأربعة وتركت زوجها ووطنها وهاجرت الى بوسطن فنزلت في حيها الشرقي حيث التقت بعدد من أهل بشري ومن عائلة جبران , أخذت الأم تبيع أشغالا يدوية وفتح بطرس متجرا صغيرا تساعده فيه اختاه ، أما جبران فدخل المدرسة وألحق بصف خاص لتعلم الانجليزية مع اولاد اخرين ، ونمّت الام في جبران حب الاستقلال والطموح وبدت عليه مخايل الذكاء وتفوق في الرسم ونمّت مواهبه الفنية وشجعتها ( فلورنس بيرس ) معلمة الرسم في المؤسسة التي التحق فيها جبران سنة 1895 م ، وكان من اعضاء هذه المؤسسة الآنسة ( دجيسي بيل ) التي كتبت الى صديقها المثقف ( فريد هولاند داي ) أن يعتني بجبران ومنذ كانون الاول سنة 1896 أخذ ( داي ) يساعده مادياً ، ويقرأ له ويعيره الكتب التي أثّرت في توجيهه الفكري والروحي والفني ، وعهد اليه ( داي ) برسم الغلاف لعدد من الكتب التي نشرتها دار ( كويلا آند داي ) ، وعرّفه ببعض الرسامين والادباء وببعض العائلات الارستقراطية الغنية , كما تعرف بالشاعرة الجميلة ( جوزفين بيبودي ) . وقررت أمه واخوه اعادته الى لبنان لإكمال دراسته فأبحر الى بيروت في صيف 1898 م ودخل مدرسة الحكمة فدرس اللغة العربية وآدابها وكان يقضي عطلته الصيفية في بلدته بشري . لكنه نفر من والده الذي تجاهل مواهبه فأقام مع ابن عمه ( نقولا ) . ووجد عزائه في الطبيعة ، وفي صداقة استاذ طفولته ( سليم الظاهر ) ، وضيافة الوجيه طنوس الظاهر , ومن علاقة الحب بينه وبين حلا الظاهر استوحى قصته ( الأجنحة المتكسرة ) بعد عشر سنوات .
لما علم جبران بوفاة أخته سلطانة في نيسان 1902 ، كانت في الرابعة عشر من عمرها ، غادر لبنان عائداً الى بوسطن واتصل بالشاعرة ( جوزفين بيبودي ) فصادقها ، ، وكانت في السادسة والعشرين من العمر ، وهو لا يزال في التاسعة عشر ، فأعجبت برسومه وتطورت صداقتهما الى حب دام اربع سنوات ، وكان لهذه العلاقة صدى في ( دمعة وابتسامة ) , ومرضت امه ثم اخوه بطرس ، فحل مكانه في الدكان .
توفي بطرس في اذار سنة 1903 , وتبعته أمه في حزيران من السنة نفسها ، فترك جبران الدكان لمسؤول يتدبر شؤونه ، وانصرف الى الرسم والكتابة بالعربية ، وفي ايار سنة 1904 عرض جبران رسومه برعاية مشجعه ( فريد داي ) ودخلت ( ماري هاسكل ) حياته . كانت ابنة رجل سياسي لامع ورئيسة مدرسة خاصة للبنات في بوسطن ، فزارت معرضه الاول ، وعرضت رسومه في مدرستها ، وفي هذه الاثناء بدأ جبران يكتب لجريدة ( المهاجر ) في نيويورك ، وسنة 1905 كتيّبه الاول ( الموسيقى ) ، وانقطع للكتابة والرسم وكانت اخته مريانة تشتغل في معمل خياطة وتعيله ، وذاعت شهرته الادبية بين قرّاء العربية في المهجر من مقالاته وقصائده النثرية وقصصه التي نشرت في ( المهاجر ) , وسنة 1906 نشر له أمين الغريب في نيويورك ( عرائس المروج ) فجازت قصصها الثلاث إعجاب كُتاب المهجر ، لما فيها من سخرية وواقعية ونقد لاذع في اسلوب جديد حيّ وخلال سنتيّ 1907 و 1908 ، عرفته ( ماري هاسكل ) الى اصدقائها وصديقاتها ومنهم المعلمة الفرنسية في مدرستها ( إملي ميشال ) وقد عُرِفَت بميشلين . فأحبها جبران ورسمها مراراً , وسنة 1908 ظهر كتابه الثالث والذي ثبَّت شهرته ( الأرواح المتمردة ) وفي تموز 1908 أرسلته ماري على نفقتها الى باريس ليطِّر فنه فلبث فيها سنة وفي تشرين الاول سنة 1910 عاد الى الولايات المتحدة , وطلب جبران الزواج من ماري هاسكل التي احبته واعجب بها فرفضته حتى لا تعرقل نتاجه الفني ، لكنها ظلت تساعده ماديا ومعنويا ثم ارسلته الى نيويورك حيث تعرف الى أمين الريحاني وآخرين من رجالات الادب والفن , وسنة 1912 صدرت ( الأجنحة المتكسرة ) وبعد سنتين ( دمعة ابتسامة ) وعُرضت رسومه للمرة الاولى في نيويورك ومنذ سنة 1912 أظهر عداءه للاحتلال التركي في سوريا ولبنان ىفدعا في مقالاته العرب الى الاتحاد لمقاومة العثمانيين ، وحين عمّت المجاعة سنة 1916 اشترك في حملة لجمع التبرعات لوطنه وكانت قصيدته النثرية ( مات أهلي ) وبدأ نجمه يلمع ، وبفضل صداقته مع ماري هاسكل اتقن الانكليزية وصار معضم نتاجه بعد سنة 1918 بالانكليزية , كانت ماري تصحح له ما يكتب ، فظهر ( المجنون ) سنة 1918 م .
واستمر جبران يستشيرها في كل ما يكتب بالانكليزية خلال جلسات عمل او بالمراسلة ، وبعد ما غادرت بوسطن الى الجنوب سنة 1922 حيث تزوجت سنة 1926 ، أرسل اليها ( يسوع ابن الانسان ) سنة 1927 و ( آلهة الأرض ) سنة 1930 ، و ( التائه ) سنة 1931 لتصحيحها قبل الطباعة .
وفي وصيته سنة 1930 ترك جبران لماري لوحاته ومخطوطاته ورسائله وكتبه , ولأخته ماله وأسهمه ، ولمسقط رأسه بشري المدخول من حقوق كتبه . وذاعت شهرته بفضل ميخائيل نعيمة ومقالاته النقدية لأدب جبران .
وفي سنة 1920 أسس جبران الرابطة القلمية مع نعيمة وابي ماضي والريحاني وكاتسلفيس وندرة حداد ونسيب عريضة .... وأنتخب رئيسا لها ، وفي السنة نفسها ظهرت له ( العواصف ) في العربية ، و ( السابق ) في الانكليزية , وسنة 1923 ظهر ( النبي ) .
وكانت السنوات الثماني الباقية في حياته سنوات شهرة عالمية , فكتاب ( النبي ) أصبح أكثر كتاب مبيعا في الولايات المتحدة , ومؤلفاته العربية طبعت مرارا . ونشرت له ( الهلال ) المصرية بعض مقالاته . وراسل الأدبية مي زيادة ، لكن المحافظين في لبنان ومصر هاجموا كتاباته العربية ، فرد عليهم أعضاء الرابطة القلمية فنجم عن ذلك جدل نقدي بين المهجريين المجددين والكُتّاب العرب المحافظينه ، وأقلع جبران عن الكتابة بالعربية وانصرف الى الكتابة بالانكليزية , واتخذ سنة 1925 الشاعرة الامريكية ( باربرة يونغ ) سكرتيرة له ، والتقى معها في الايمان بالتقمص ، ورغم الآلام المبرحة في ساقيه تابع الكتابة فأنهى بين 1926 و 1931 ( يسوع ابن الانسان ) و ( آلهة الأرض ) و ( التائه ) وأجزاء من ( حديقة النبي ) (( أتمته سكرتيرته ونشرته بعد وفاته )) . أقام له العرب والاجانب في نيويورك وبوسطن حفلات تكريمية ، إلا ان صحته ساءت فنقلته سكرتيرته الى المستشفى حيث فارق الحياة في 10 نيسان 1931 .
ونقل جثمانه الى بشري في السنة ذاتها . | |
|