سيدة الصمت عضو فعال
عدد الرسائل : 55
| موضوع: مع التربويين الأحد يونيو 01, 2008 8:04 am | |
| نحن الآن في أعقاب عام دراسي حافل بالعطاء والنماء التربوي والمعرفي وقد بذل القادة التربويون جهوداً موفقة كل في موقعه، ولكن كحال الناس دوماً هذا البذل بنسب مختلفة والقائد التربوي كما يعنى بالدرس الجيد والحصة المفيده وبمختلف طرقها وأساليبها ووسائلها المختلفة كذلك نجده في الوقت نفسه يعنى عناية فائقة بتحصيل الطالب ومستواه المعرفي والفكري والتحصيلي. والقائد الكفء يرسم لطلابه الطريقة المثلى في التحصيل الجيد والاستعداد للامتحان والذي هو الآن شيء لابد منه ومهما قيل فيه أو عنه ومهما حاول التربويون تخفيف هذه الكلمة على النفوس والتقليل من وقعها على القلوب إلا أن الحقيقة تقول الامتحان هو الامتحان ولم يتغير شيء في حقيقته وجوهره إنما الذي تغير هو طريقة الحديث عنه في الأماكن العامة وخلال بعض الندوات واللقاءات أو في بعض التعاميم والنشرات فقط. أما الإمتحان فمنذ عرف حتى اليوم فهو امتحان في كثير من دور العلم وفي كثير من الأقطار امتحان في هيبته امتحان في رهبته امتحان في الاستعداد له امتحان في استنفار جميع الطرق الممكنة من أجله. وبقي كلام الكثير من التربويين في بلاد عديدة حبراً على ورق أو هو خيال بعيد المنال، وما دام الأمر كذلك وهو شيء لابد منه كما أسلفت. فإن تهيئة الطلاب لهذا الامتحان أمر في غاية الأهمية تهيئتهم فكرياً ونفسياً وعلمياً وتربوياً كما أن القائد التربوي المدرك يهيئهم أيضاً للتحصيل الجيد والإدراك المفيد متخذاً من هذا الأخير بغيته وغايته مخففا من شبح الامتحان ورهبته وهيبته ما استطاع باذلاً الجهد الجهيد من أجل أن يكون التحصيل للعلم وحده ولآثاره ونتائجه يزرع في نفوس طلابه أنهم لا يدرسون لساعة فقط هي وقت الامتحان، إنما يدرسون من أجل الإجادة والاستفادة والتحصيل المفيد مبينا لهم أن تحصيل العلم يكون بالجد والمثابرة ودقة المتابعة. فالعلم لا يفتح مغاليقه لقارئ عابر. قال بن رشد )لا يحصل العلم إلا بالعناية والملازمة والبحث والتعب والصبر على الطلب كما حكى الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام أنه قال للخضر )ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً( وروي عن الإمام مالك رحمه الله قال اقمت خمس عشرة سنة أغدو من منزلي إلى منزل ابن هرمز وأقيم عنده إلى صلاة الظهر، ولهذا ساد وأجاد وأفاد وسمي امام دار الهجرة وهكذا كان طلبة العلم سابقا ولاحقاً والذين نهلوا من معين التربية الاسلامية الاصلية كانوا يتحلون بالصبر والمصابرة والمثابرة كما كان المعلمون المسلمون والقادة التربويون مثالا يحتذى وقدوة صالحة وموفقة كانوا أعلام هدى ومصابيح دجى في توجيههم لطلابهم نحو الاستفادة والاستزادة وفي تكوين الاتجاهات الصحيحة والمريحة نحو المذاكرة والتحصيل حتى يحتل الطالب مكانة مميزة بين زملائه وأقرانه. هذا وإن الدارس المتتبع لاحوال طلابنا وطالباتنا وفي مختلف مراحل التعليم يجدهم يواجهون العديد من المصاعب والمتاعب فالبعض يتعب كثيراً في دراسته وتحصيله وبعضهم يخفق في ذلك كله وبعضهم يسلك طرقاً وعرة وعسيرة. فكم من شاب وشابة انقطع إما في أول أو وسط الطريق وكم وكم أخ، كل هذه السلبيات أو جلها انما هو قصور تربوي وخصوصا ممن يعنيهم الأمر أكثر، المعلمون والموجهون وبمختلف مواقعهم ومديرو المدارس وأولياء أمور الطلاب، ان تعليم الطالب كيف يدرس وكيف يذاكر ويراجع دروسه امر في غاية الأهمية وهو أبعد أثراً وأكثر ثمرة من التعليم نفسه والمعلم المدرك يعلم طلابه كيف يتعلمون وكيف يدركون ومتى يدرسون؟ كيف يفكرون ويناقشون ويطبقون؟ إضافة إلى ذلك تنظيم وحفظ الوقت والاستفادة منه، المعلم الكفء يرسم لطلابه الطريق الأمثل والأكمل لينالوا قدراً أكبر من الفائدة والتحصيل وببذل حد ادنى وأقل من الجهد والتربية الجادة التي يقوم عليها مدرسون نابهون تربية كاملة شاملة تعلم الطالب كيف يدرس وكيف يحصل وكيف يذاكر وكيف يؤدي ما طلب منه آخر العام بيسر وسهولة؟ ولو أن هذا الطالب الذي يخفق أحياناً آخر العام بذل معه ومن اجله ما يجب من الإرشاد الواعي والتوجيه الكافي لما أخفق غالباً آخر العام ويقول التربويون المجيدون، للدراسة غايتان الأولى اكتساب قدر متميز من المعرفة والثانية الحصول على مهارة وبراعة معينة في عمل الأشياء. والتربوي المهتم يؤصل دوماً في نفوس طلابه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ». كما يؤصل في نفوسهم حب العلم وشغل الوقت فيما ينفع واستثمار اوقات الشباب في ما هو نافع ومفيد بدلاً من تقطيع الوقت فيما لا ينفع ثم الندم آخر العام ولات ساعة مندم، ويقوي فيهم روح العلم وأنهم طليعة الأمة، وروح الانتماء للدين والتربية الصحيحة وينتظر منهم بمشيئة الله الشيء الكثير وهذه الأمور لا تتحقق بتوفيق الله الا للاكفاء المثابرين كما يذكرهم دوماً بنعمة الله عليهم حيث يسر الله لهم سبل العلم وطرق تحصيله وهي نعم عظمى من حقها أن تشكر وتذكر على الدوام وهل كان الأسلاف يحصلون على العلم بهذه السهولة وهذا اليسر؟ كما أن التربوي الناصح لأمته وطلابه يبين لهم قيمة الزمن لدى المسلم وأنه جوهرة عظيمة وهو دوماً لك أو عليك وكل ما يمضي منه إنما هو قطعة من العمر. ولأهمية رسم الطريق الصحيح للطلاب في المذاكرة نجد ذلك محل عناية ورعاية التربويين في كل وقت وحين كما أن الكثير من الجامعات الشهيرة تقيم لطلابها دورات تعليمية وتدريبية في فن الدراسة ثم ترصد نتائج هذه الدورات وتقومها، فوجدت أن النتائج طيبة وباعثة على الأمل والعمل وهذا مطلوب في كل شؤون الحياة فما بالك في توجيه الشباب والطلاب. وليعلم التربويون أن النفوس تمل كما تمل الأبدان وأن الأجساد تكل وأن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى والإفراط في كل شيء يؤدي إلى الإخفاق فيه والقائد التربوي هو الذي يرسم لطلابه الوقت الأفضل للمذاكرة وهو الذي يكون الذهن فيه في ريعان قوته وقمة نشاطه. كما يوضح لطلابه أن المواد المحبوبة لديهم تذاكر بإحدى طريقتين إما المراوحة بينها وبين المواد الأخرى أو تؤخر كما يوضح لهم مراحل الدراسة لدى التربويين وخلاصتها: 1 مرحلة ما قبل الدراسة وفيها يكون الإعداد والاستعداد. 2 مرحلة الحصة او المحاضرة وفيها يكون الاهتمام والانتباه والسيطرة على جميع القوى وتوجيهها نحو الحصة. 3 مرحلة ما بعد الحصة وفيها تكون المتابعة والمذاكرة والجد والتحصيل وهذه الأخيرة تاهت فيها عقول وضاعت فيها أفهام، ومهمة التربوي المقتدر رسم الطريق السليم للمذاكرة الصحيحة وكيف يذاكر الطالب ومع ذلك يرسمون الطريق الصحيح والمجرب في أعرق الجامعات وأقرته الدراسات التربوية الموفقة والموثقة. وخطة التربويين المجيدين في ذلك تتألف من خمس مراحل: هي التصفح اولاً وهو أشبه ما يكون بالنظرة الأولى أو الفاحصة أو النظر الاجمالي في المادة وتحته تفريعات اخرى لا يتسع المجال لحصرها ويفهمها الطالب من العنوان نفسه والمرحلة الثانية الأسئلة حيث ان طرح الأسئلة يفضي إلى التفكير الجاد والحاد أحياناً اخرى وطرح الأسئلة الجادة هو لب الدراسة والسؤال الجيد يدل على فكر يقظ واهتمام مفيد ومتابعة سليمة ووضع الأسئلة فن متميز سواء من الطالب لاستاذه أو من الاستاذ لطلابه وكل سؤال جيد وراءه هدف أجود. المرحلة الثالثة مرحلة الدراسة والمذاكرة، والتربوي المدرك يوضح لطلابه كلام التربويين في هذا وهو أن النص المراد مذاكرته يتكون من ثلاثة عناصر: 1 أفكار أساسية وقواعد رئيسية وثوابت مقعدة غالباً. 2 اضافات وايضاحات أتى بها لشرح وبيان ودعم هذه الافكار. 3 أمور أخرى هامشية تفيد في البيان والإيضاح والتقعيد. المرحلة الرابعة مرحلة الحفظ والإتقان والمربون مختلفون في هذا فمنهم من يرى الحفظ الجيد والاستظهار الدقيق ومنهم من يخفف ذلك إلى أن تصير قادراً على التعبير عن الأفكار الرئيسية والتفصيلات الهامة وتعبر عن ذلك كله بأسلوبك الخاص بك، وهناك آفة تصيب الكثير وهي مسألة النسيان وللتغلب عليها لابد من التركيز وصرف الذهن عن الشواغل ما أمكن والأهم المراجعة المستمرة فهي لب اللباب والتي تعتبر هي الفقرة في هذا ولكن متى وكيف تراجع التربويون ليعطوك الطريق السليم وهم يعرفون أن الكثير من الطلبة يراجع قرب الامتحان وهذا هو المنبت الذي سبقت الاشارة اليه أن خير وقت للمراجعة هو ما يعقب الفراغ من دراسة باب أو فصل معين والمربون يقولون المراجعة الصحيحة جماع الخطوات الأربع السابقة فلابد لما اسلفت من التصفح والأسئلة والقراءة والحفظ وهذه الخطوات تكون لطالب درس الباب وأحاط به ومن المفيد جداً للطالب أن يقوم بمراجعة ما درس ثانية وثالثة قبل مراجعة الامتحان بهذه الطرق التربوية المجربة لدى أصحاب الشأن بتفوق الطالب بمشيئة لله وينعم بالطمأنينة والأمان الذي فقده الكثير من الطلبة بسبب الاهمال أو العشوائية في دراسته وتحصيله وبسبب عدم رسم الطريق السليم له من قبل التربويين المحيطين به والذي يعتبر من أهم واجبات التربوي الذي نعده وننشده لتعليم فلذات الأكباد |
| |
|