بنت الشام عضو فعال
عدد الرسائل : 83
| موضوع: الى امي في يومها السبت مايو 31, 2008 3:08 pm | |
| أمـــــــــي .
عندما وصلت لنقطة معينة.. إنحدرت دموعي غصبا عني نعم .. فقد تذكرت كيف كنتِ نحلة تعمل بكل أخلاص وعمل دؤوب في كل ليلة من لياليكي . أمي .. لقد كنتِ تخافين علينا من الحزن دائماً تريننا دائما صغار مهما مرت السنين قلوبنا ضعيفة هشة قابلة للكسر وأنا بالذات كنتِ تشفقين عليّ من هذه الحساسية التي تربك مشاعري سريعا وتسيل أنهار دموعي. تحدثيني دوماً عن الصبر في مواجهة ملمات الحياة أمـــــي .. فبالرغم من مرور اسبوع على رحيلك إلا إنَ الحزن لا زال يغلف قلوبنا دوما كنتِ تذكريني بأننا جميعا راحلون الله هو الباقي وكلنا سوف نرحل وتصبريني على فقدي لأمي التي حملتني في أحشاءها وبأنك ستكونين لي أما لن تبخل علي بأي نقطة من حنانها وعطفها نعم أمي .. فقد وفقت في ذلك بل أحسنتِ وبإقتدار أمـــــي ... جميعنا عدنا ... نبتسم,. وخرجنا كلنا إلى الحياة من جديد انا واخواني وأبي . لكن لا زال هناك ستار خفيف اضفيناه على حزننا الكبير,. ستار لا يكاد أن يستر شيء . فبمجرد ان ننظر الى بعضنا يبكينا فقدك ِ. ودوماً يتراءى لنا طيفكِ انت ايتها الحنونة تأتلقين نضارة وأنوثة وعطاء وحنانا تتقنين مؤازرتنا ... و تربتين على أكتافنا,. وتوسعين حدقات عينيك ِ لتنبع كل المشاعر الطيبةِ على وجهكِ كَبِرنا وَكلُ ذلك بفضل الله ورعايتكِ لنا . فلتعلمي يا امـــي .. إننا ننظر أحياناً إلى أعين بعضنا البعض انا واخوتي وابي نحكي حكايات متفرقة نوهم أنفسنا اننا نسينا الحزن واننا خرجنا من مأزقه القائم,. ولكننا نجدك في أعين بعضنا فتبتل منا الوجوه دون ان ندري,. ويحاول كل منا ان يمسح الدمع سريعا حتى لا يثير بحيرة الدموع القابعة في داخلنا, وأعلم يا أمي بأنك لو كنتي هنا لما أردتِ لنا ذلك كله أعرف ذلك,, وكلنا نعرف,. تريدين أن نترحم عليك وندعو لك بالمغفرة تريدين أن نعيش وأن ننجح وأن نتقدم أكثر وأن نضحك كما كنت تضحكين. وأن نتآلف مع الناس والأصدقاء والجيران والأقارب كما كنت دائما تفعلين,. تريدين لنا أن نمنح بعضنا كل دفء مشاعرنا وأن نعطي من أنفسنا كما كنت تهبين بلا مِنَة . لكننا يا أمي مكممون بالحزن على فقدك,. نؤمن بالموت ونؤمن بخالق الموت والحياة,. وندرك فضل الصبر والاحتساب,. ونحن ان شاء الله من الصابرين,, لكننا بك يا أمي مفجوعون وبالحزن ساكنين . رحلت دون أن تكملي مشوارك معنا ودون أن تتأملي في زرعك كيف أثمر وكيف أينع وكيف استقامت ورودهِ . وكيف تشابكت أغصانه وتآلفت. كان قد آوان الأوان لان تجلسي بالمكان الوثير ليلعب حولك الأحفاد ويتلون عليك أناشيد الطفولة كنتِ ستكونين أروع وأصغر الجدات رحلتِ عنا سريعا ولكأن حكاية رحيلك كانت حلماً والوداع كان وهماً,. اطمئني يا أمي,. نحن بموتك مصدقون,. ونحن على فقدك ان شاءالله صابرون محتسبون. تلهج ألسنتنا منذ رحيلك وستظل بــ ... إنا لله وإنا إليه راجعون,. لكننا يا أمي سنظل نبكيك وسيظل الدمع يغالبنا في كل مرة نذكرك وذاكرك عنا لن تغيب,. اصفحي يا أمي عنا,. فنحن نعلم انك تودين لوأننا لم نبك واننا لم نحزن,. لكننا مغلوبون على أمر قلوبنا المُحِبَةِ لكِ . فقد منحتنا كل ما يمكن وما لا يمكن لأم ان تمنحه. لم تبخلي,, لم تتأففي,, لم تشتكي,. ظللتِ تغدقين العطاء علينا حتى آخر لحظة,. كنتِ ترسمين ابتسامة على شفتيك بمجرد ان تري وجوهنا مقطبة تحاولين ان تتحدثينا عن الآتي والمستقبل تواسيننا وتبثين في ارواحنا روح الأمل. هل أقول لك وداعا يا أمي. هل يودع المرء قلبه ويظل نابضا بالحياة. لقد كنتِ منا القلب يا أمي... فليرحمك الله يا أماه . وليوسع مدخلك وليجعل قبرك روضة من رياض الجنة وليجزيك بالخير عن كل عمل خير وعن كل كلمة طيبة تعاملت بها مع الناس أجمعين. ولئن كان حزننا عليك عظيما. فإن عبارة { ليست أمكم وحدكم بل هي أم الجميع } التي كان تتردد ايام عزاءك كانت بمثابة المهوِّن علينا كثيراً فلسنا وحدنا من افتقدك. لقد افتقدك كل من عرفك افتقد فيك الطيب وحسن الخلق والمعروف والحديث الطيب.. رحلتِ يا امي ولا تظني إن قلوبنا بعدك ستشفى.. لقد انطفأ منها ضوء كان ينير لها طرقات الحياة. لقد خفت فيها سراً استطعت ان توجديه فيها. لقد تساقط ريش كثير من أجنحتنا تلك التي كنا نخفق بها يميناً وشمالاً حولكِ . لقد كنت الضوء والأمل لنا . آآآآآآآآآه يا أمي ذكراك ليست كأي ذكرى .. والعالم اليوم قد تغير من حولي فليس لي فيه حضن واسع ارتمي فيه لأحكي أصغر همومي وأكبرها. فقد كنتي أما حقيقة .. وعلمتيني الكثير علمتيني إن الإنسان بمقدار عطائه ونوعيته يُقدَّر ويُهاب وإن الاخلاص هو ذروة النجاح فــ ... لإن أخلصنا في أي أمر من أمور الحياة كتِبَ لنا النجاح,. واليوم جاء وقت الغداء فأذا بنا جميعا محلقون حول الطعام ننظر ببلاهة إلى بعضنا البعض كأنما ننتظر منك الإشارة بالبدء أو أن تحدثينا كما هي عادتك دائماً هيا يا أعزائي هلموا ومدوا أياديكم وكلوا مما عملت لكم بيدي واخبروني بالنتيجة فإذا بها دمعات تتحجر على المقل وعيون شارده .. وشفاه صامته أمـــي ... ها هو أبي يجلس في وسطنا يحاول ان يقوم بدوره ودورك لنحيط به نحن ،، متشبثين بالأمل نحاول أن نكون له أنسا وكأنما هناك وصية منك بأن لا تتركوا اباكم يشعر بالوحدة
أمـــي .... حتى احتساء القهوة والشاي لم يعد بمثل ما أعتدنا عليه وما عدنا نحس بذلك الطعم نعم أمي .. كأنما كنتي تطعمينا وتسقينا مع كل رشفة حبك وحنانك لكننا يا امي قد عقدنا العزم على الوفاء لك ستظلين في القلب .. وفي نبض العروق وفي أحداق العيون. وفي الدعوات وفي الصلوات وسنظل اوفياء لكل كلمة جميلة تعلمناها منك وسيظل عزاؤنا في أننا نجدك في كل تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة نسمع صوتك ونسمع توجيهاتك بل حتى عباراتك الحانية. تماما كما لو كنتِ معنا لأنك لم تتركي مدخلا طيبا من مداخل الحياة إلا وعلمتنا إياه. فليرحمك الله يا غالية ... ولبقى لنا شريك عمرك ( أبي )) الذي نعلم ان حزنه دفين وألمه عظيم. فنحن قد ننشغل بتصاريف الدنيا ونحاول أن نشغل بها انفسنا ونصرفها عن التفكير بالحزن . لكنه هو سيظل أسيرا لعمر كامل من الحياة والعمل والمشاركة الحقيقية التي كنت تمثلينها معه ويلهمه الله الصبر والسلوان ويطيل عمره فهو عزاؤنا من بعدك ولتعلمي يا أمي بأني هذا اليوم بالذات ..... أفتقدكِ كثيراً
الله يرحمك ياأغلى انسانة | |
|
غالب النعماني عضو من كبار الكتاب
عدد الرسائل : 569 العمر : 49
| موضوع: رد: الى امي في يومها السبت مايو 31, 2008 3:57 pm | |
| اختي بنت الشام مااجمل القلم عندما تكتب نابعة من القلب لحدث صار | |
|
ذات النطاقين عضو مهم
عدد الرسائل : 316 العمر : 44
| موضوع: رد: الى امي في يومها الأحد يونيو 01, 2008 12:15 pm | |
| لقد قرأت كلماتك الرائعة و دمعت عيناي وانا أتذكر والدي رحمه الله وغفرله وأسكنه فسيح جناته .............. الله يرحم ويغفر لوالدتك ويسكنها فسيح جناته ....... و أوصيك بالدعاء لها خاصة في أوقات الإجابة فهي بحاجة لها فلا تقصري معها
.... | |
|