النعماني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النعماني

بوابة كل العرب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قلمي الهارب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
غالب النعماني
عضو من كبار الكتاب
عضو من كبار الكتاب
غالب النعماني


عدد الرسائل : 569
العمر : 49

قلمي الهارب Empty
مُساهمةموضوع: قلمي الهارب   قلمي الهارب Icon_minitimeالجمعة مايو 30, 2008 4:36 am

عصر الواح السليكون الصغيرة وبين ضجيج الأعلانات وزحمة الشوارع وكثرة الألكترونيات المحموله التي لا يمر يوماً دون أن أرى شيئ جديداً يحمله البشر على ملابسهم وبين ايديهم وفي جيوبهم ...
مازلت أرى نفسي لا أحمل غير القلم ...!!

كنت اتمشى في أحد الأيام في الشوارع والضواحي... ومن بين خطوة الى أخرى وصلت الى منزلي وقد تكدست بفكري الآف الكلمات والهواجس والتي هميت بسحقها على الأوراق ...أدخلت يدي الى جيب سترتي لأفيق قلمي من سباته ...ولكني لم اجد شيئاً ..."يا للمفاجأه" ..أصبحت بلا قلماً أيضاً!!
..أين رفيقي!! ...
بدا لي غيابهُ شيئاً جديداً وغير منطقي ..
ضللت مذهولاً وأنا واقف مكاني أفكر وأراجع كل لحضه .." لعلي فقدته ...لعلي أضعته..
وكيف يعقل أن أضيّع جزءً مني ..لعلهُ هرب..وكيف يقوى على تركي..لا أدري ..لا بد أنهُ هرب "

ومرت الأيام ..يوماً بعد يوم...
وتراكمت الهواجس والكلمات أزدحمت وباتت تسحقني..
وفي أحد الأيام
اجتاح السكون غرفتي وانا جالس منهمكٌ في اضطرابات الخيال والأفكار
والتخفيف عن ما يحتويني من حروف عبر حبرٍ آخر وقلماً لا يشبهني..
بعدها باغت رنين الهاتف ذلك الصمت المخيف... ..
رفعت السماعة .....

جاءني صوتة من بعيد ...
وشعرت أن حالتة النفسية على ما يرام....
أخيراً أتصل بي تليفونيا قلمي الهارب ..

- من أين تتحدث ؟
-قال ضاحكا : لا داعي لأن تعرف مكاني لقد قرأت ما كتبتة عني ..
ولذالك رأيت أن أتصل بك وأطمئنك على أحوالي ...
سألت القلم ؟ وكيف هربت ؟ ولماذا هربت ؟

قال: أنا لم أهرب ... لقد وجدت نفسي فجأة على الرصيف ..
لا أدري هل حاول أحدٌ أن يسرقني منك أم أني وأثناء نومي سقطت من مكاني وأهملتني انت بعدم مبالاتك المعهوده ..
أنزويت على جانب الطريق وأخذت أبكي بصوت مرتفع ..
وحاولت أن أنادي عليك ... ولكن زحمة الناس والطريق حالت بيني وبينك ..
وفجأة بدأت الشمس تغيب ..
والليل يلقي ظلالة حولي ...
وبينما أنا غارق في دموعي وجدت يدا رقيقة تمتد إلى وتأخذني ..
وفجأة وجدت جسدي المتعب المنهك في صدر حنون
مَسحتُ الدموع من عيناي لأجد أمامي وجه سبحت خالقة .. أن هذا الوجة ذكرني بتلك الوجوة الجملية التي وصفتها يوما في خواطرك وكتاباتك وكنت تصف فيها العيون الجميلة ... والأيادي الرقيقة ..والآنامل الحنونه والمشاعر الحانية وجدت نفسي أمام هذا الوجة الجميل .. وتذكرت ياعزيزى خواطرك وكيف عشت تحلم بهذا الوجة وتطاردة وسط زحام الناس ..
وجدت نفسي أنام في مكان جميل بين أنواع الروائح العطره و الرائعه التي تحيط بي من كل جانب

ومرت الأيام يوما بعد يوم .. وأزداد إعجابي وتعلقي بصديقتي الجديدة ورأيت الحياة معها أكثر جمالا وإشراقا وأملاً من حياتي السابقة ...
وأنا هنا لا أكتب كثيراً ... أنها لا تحاول أن ترهقني
ونسيت أيضا ثورتك وغضبك وعنفك أحيانا وأنت تطلب منى أن أطيع أوامرك وما تملية علي لكي أسطرة للناس
أن صديقتي الجديدة تعاملني برفق شديد .. فهي أنسانة رقيقة للغاية .. وكثيرا ما نتكلم معا ونتحدث .. وهى أنسانة متفهمة وتعرفك ومعجبة با فكارك كثيرا ...
وقد ضَحِكت كثيرا عندما قلت لها بأنني أنا المبدع الحقيقي لهذه الخواطر .. وأنك بعدي لن تكتب شيئا ..
وقد كنت أتصور ذلك حقاً..
ولكنني فوجئت بك وقد كتبت بقلم أخر .. رغم أنني تصورت يوما أن كلينا لا يمكن أن يستغني عن الأخر ولكن هذا حال الدنيا ..
قلت للقلم الهارب : وأين تعيش الآن ؟
قال في سعادة لا يعنيك مكاني .. ولكن أريد أن أطمئنك على حياتي وأنني سعيد للغاية
قلت : ولماذا لا تفكر في العودة ؟
قال : لست حريصا على ذلك فأنا أشعر ألان بحجم خسارتي معك .. أعطيتك العمر يوما يوما .. ولم أخذ منك أي شئ .. أخذت أنت البريق والمديح والتألق .. ولم يبق لي غير الإرهاق والتعب .. أنني أعيش ألان أسعد أيام حياتي قلب رقيق يرعاني .. ووجة جميل أصافحة كل صباح .. وهذا يكفيني ..

وهمس القلم في أذني : لقد كنت تقول لي دائما أنك لن تستغني عني .. واستغنيت .. وكتبت بقلم جديد أكثر منى شبابا وأناقة وجمال .. وأقول لك ..سوف تبكية ياعزيزي مثلما ابكيتني ..
المهم ياصديقى أنك ستكتب بعدي وأنني لن أكون القلم الوحيد ..أن صديقتي الجديدة تشعرني بدفء الحياة .. وأحس معها أن الأيام تغيرت وألاحزان رحلت... هل نسيت أيام النكد التي كنا نضيعها معا .. أرهقتني بأحلامك الطائشة وجنونك وحزنك ... ويكفي الذي ضاع مني .. فأنا حريص على أن أعيش بقية عمري سعيدا راضيا
قلت : هل تفكر في زيارتي يوما ؟
قال : لا تغضب منى فأنا لن أفعل ذلك ... ولا أستطيع .. ومن يدريني إذا عدت أليك أن تلقي القبض عليّ ولا أستطيع العودة إلى صديقتي الجديدة ..
وحياتي التي أخترتها..


وأختفي صوت القلم الهارب

ولا أدرى من حقيبة أي حسناء كان يتكلم ..!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alnhmani.hooxs.com
 
قلمي الهارب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
النعماني :: نثر وخواطر .. عذب الكلام-
انتقل الى: