تجعد وجه مرآتي .علاها الغبار، تراكم على حروفها الصدأ،
وتحولت إلى جزء من الغرفة كسريري وقنديلي وكتبي المهملة التي لم أقرأ في كل منها إلا بضع صفحات.
منذ زمن لم أشعر بحاجتي إليها أهملتها كي لا أرى فيها نفسي التي أعرفها.
ويوم قلتَ لي أحبكِ ....
لم أنتظر وجه الصباح مشيتُ في العتمة إليها، مسحتُ عن وجهها غبار الإهمال، جففت دموع وحدتها
وأعدت إليها عز الأيام الماضية.
من أجلك عادت إلى مرآتي ابتساماتها وعاد إلي الأمل بأن أبعث من جديد.
سرحت شعري وزرعته ورداً وفلاً...
كحلت عيناي وأيقظت فيهما بريق الحياة....
بعثرت ملابسي الغافية ضجراً ....
بحثت عن كل ما يجملني لأرضيك وحاولت إخفاء عيوبي كي لا تراها.
مثل الأميرة النائمة انتظرتك طويلاً وجئت يا حبيبي لتبعث فيَّ نبض الحياة من جديد،
وتعيدني امرأة تذوب حباً وشوقاً وتختبئ خلف أنوثتها... بين طيات فساتينها لتحبها أكثر وتعطيك أكثر.
الآن أصبحت أمسح الغبار عن مرآتي كل يوم وأهبها بعضاً من سعادتي التي نسيتها أيام الجفاف