حين بدأت الأسعار كلّ الأسعار في الارتفاع قبل عامين ظنّ البعض أنها فقاعة كفقاعة طفرة الأسهم التي حدثت في نفس الوقت ستتبدد بعد حين، ولكن الأسعار واصلت وما زالت تواصل ارتفاعها، وكمثل على ذلك الحديد الذي كان سعره 2400ريال ثم ارتفع واخترق حاجز الخمسة آلاف ويتوقع البعض أن يصل سعره إلى 7000ريال، ويمكن أيضا أن نعتبر الأرز وخاصة التايلندي الذي تضاعف سعره ثلاث مرات، هذا ما حدث ولكن ما السبب؟ أهم الأسباب أن أكبر دولتين في آسيا وهما الصين والهند شهدتا وتشهدان نموا اقتصاديا هائلا مطردا ومستمرا وفي حدود 10% وقد نجم عن ذلك زيادة استهلاكهما لكل شيء البترول، الحديد، الأرز، وثاني هذه الأسباب ارتفاع أسعار البترول، وهذا يعني زيادة مصاريف الشحن والنقل وارتفاع أسعار الأسمدة، وثالث هذه الأسباب انتاج الوقود البيولوجي من الحبوب وخاصة الذرة التي تعتبر غذاء للإنسان والحيوان الأمر الذي أدى إلى تقليص المساحات التي تزرع بالقمح، ورابع هذه الأسباب الاحتباس الحراري الذي تسبب في تغيير المناخ وإصابة مناطق كثيرة من العالم وخاصة استراليا بالجفاف، وخامسها وضع بعض الدول قيودا على تصدير بعض المواد الغذائية وخاصة الأرز وسادسها ارتباط عملات بعض الدول بالدولار ولا يلوح في الأفق ما يشير إلى زوال هذه الأسباب، ولهذا فإنّ العالم سيشهد المزيد من ارتفاع الأسعار وثورات الغذاء، والحل هو التكيف مع هذا الارتفاع وتبني استراتيجية طويلة المدى لعدم تأثيره على ذوي الدخل المحدود.