في لحظة صمت
وبين لحظات محاسبة نفس
وجدت القلب مضطرب
والعقل حائر
واليدان ترتجفان
هموم وآهات
أحزان و أتراح
كيف كنا
وكيف أصبحنا
من عزة
إلى خذلان
ومن رفعة وسمو ورقي
إلى ذلة وانحطاط ومهانة
لو تساءلنا ما الأسباب التي جعلتنا
دون المعالي
لوجدنا أولها الذنوب
و الاستكبار عن الاعتراف بالخطأ
وعدم استدراك الباطل والبحث عن الحق
لوجدنا قاعدة إساءة الظن بالناصح واردة
ولوجدنا مداخل الشيطان من كل الجهات داخلة
ولوجدنا كرامة المرء عالية
ولوجدنا حقيقة ذلك القلب في وقت الشدة والصعاب
ومع ذلك
و ما بين ظلام ونور
وما بين نار وجنة
وما بين حزن وفرح
لنفتح صفحات بيضاء
لحياة مشرقة جديدة
و نستنشق عبير ياسمينٍ زكي
ونستشف محبة في الله لا تستأذن القلب لدخوله
ونستنير بفكر من جعل رضا الله ونهج نبيه سلوكاً له
أحبتي
بحق نحن بحاجة للرقي
نحن بحاجة إلى أنفس محبة للخير لنفسها وللغير
بحق نحن بحاجة من يتصف بالحلم والأناة
وبحاجة قلب صافيٍ من الحقد والبغيضة
بحق نحن بحاجة خلقٍ سامي
وبحاجة إلى عاطفة داعيةٍ صادقة
فلما لا نكون نحن أصحاب المعالي
ولما لا نكون بعيدين عن الدون في كل المسالك
أقلامنا
أوقاتنا
أعمارنا
أفكارنا
وقلوبنا
وأموالنا
كلها بحاجة إلى وقفات صادقة
كي نصل إلى معالي النعيم
إنها جنة الفردوس
فيا أحبة في الله
جمعتني بكن صفحات
فمهما بقينا
أو ارتحلنا
يبقى الوداد لكن متصل
والشوق لكن يترجم بدعوات صادقات في ظهر الغيب
لنبقى على الحزم والحكمة
ولنبقى على اللين والصبر
ولنبقى أرواح محلقة كالطيور
ولنبقى كصفاء الماء النقي
لنتقبل ولنبتسم في وجه الناصح
والله يحفظنا ويرعانا