العدو أوقف النار من جانب واحد لأنه عاجز عن الإستمرار ■ أهداف العدوان سقطت والمقاومة مستمرة ■ تل أبيب وواشنطن صفعتا حسني مبارك وهذه هي مكافأة " المتعاونين"■ حكومة حماس أكدت شرعيتها بالدم وقوى المقاومة تبايعها ■ عباس وزباينته إلى مزبلة التاريخ
كتب ناهض حتر - أعلن رئيس وزراء العدو ، أيهود أولمرت،وقف اطلاق النار من جانب واحد في قطاع غزة . وسيضطر ، سريعا، للإنسحاب من المواقع التي احتلتها قواته في القطاع تحت ضربات المقاومة، تجرجر أذيال الخيبة.
نعم ! استطاعت قوات العدو أن تقتل مئات الأطفال والنساء والشيوخ واستطاعت أن تدمر المباني والبنى التحتية ، لكنها عجزت عن تدمير المقاومة أو دفعها للإستسلام.
وبينما كان أولمرت يلقي خطابه ، كانت كتائب القسام تطلق صواريخها باتجاه المستوطنات، في الوقت الذي أعلن فيه قادة المقاومة استمرار العمليات ضد المحتلين.
وصل المعتدون إلى طريق مسدود ، ولم يعد بإمكانهم الاستمرار إلا إذا تورطوا بمعارك اشتباك مع المقاومة سوف تكلفهم ما لا طاقة لهم به. انهم عاجزون عن دفع ضريبة الدم ، وليس لهم سوى الانكسار في صراع دام سيفوز به في النهاية من يستطيع أن يدفع أتاوة الدم كاملة.
انتصر الدم على الطائرات المقاتلة ، وانتصرت إرادة الدفاع على الدبابات.
أهداف العدوان سقطت .. فالمقاومة مستمرة ، وراياتها خفاقة، لم تستسلم ، ولم تتراجع عن أهدافها وعن خطابها السياسي . وهذه هي المرة الأولى التي تثمر فيها تضحيات الشعب الفلسطيني البطل الذي طالما قدم التضحيات ، ولكن تحت قيادات مستعدة للإستسلام والركوع. هذه المرة ، قيادة الشعب الفلسطيني لم تخذله ، ولم تخذل الشعوب العربية التي ثبت أنها مستعدة للعودة إلى ساحة فلسطين إذا ما عادت فلسطين إلى المقاومة.
غزة تهزم العدوان وتواصل طريقها المشرف بالدموع والدم والبطولة نحو تغيير إستراتيجي في بنية السياسة الفلسطينية :
■ كل المحاولات التي ستبذل الآن من شرم الشيخ إلى الكويت لإحياء محمود عباس وزبانيته ، ستبوء بالفشل. لقد وضع هؤلاء أنفسهم في مزبلة التاريخ ، حين تآمروا على شعبهم ، وشمتوا بأبنائه ومقاومته ، وحضروا آلاف المرتزقة الذين تم تدريبهم مسبقا لكي يحصدوا نتائج العدوان ، ويستعيدوا غزة من حكومة المقاومة
■ اكدت حكومة حماس شرعيتها بالدم ، ولذلك، فإن المقاومين الفلسطينيين كلهم انتقلوا إلى صفها معترفين بها حكومة فلسطينية شرعية وحيدة . هذا ما أعلنه رمضان شلح ( الجهاد الإسلامي) والناطق باسم سرايا القدس في غزة ... وهذا ما سيعلنه المقاومون الفتحاويون غدا
■ لم تخسر المقاومة غزة ، بل ربحت ، سياسيا ونضاليا، الضفة الغربية التي ستشهد عما قريب انتفاضة سياسية ضد سلطة دايتون المتأسرلة
■ المقاومة الفلسطينية أصبحت الآن العنوان الوحيد للشعب الفلسطيني ، وهو ما سيفجر ، من جديد، قدرات هذا الشعب النضالية ، بعد سنوات من محاولات جر الفلسطينيين إلى الفردية والنفعية واللامبالاة
■ الآن، سوف تعود قضية العودة ملتهبة ، يحييها آلاف الشباب الفلسطينيين في الشتات الذين سيجدون لأنفسهم المكان الصحيح في حركة التحرر الفلسطيني
■ لقد خسر المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي ، كل انجازاته على المسار الفلسطيني . حلفاؤه الفلسطينيون سقطوا نهائيا و حلفاؤه العرب سقطوا سياسيا وأخلاقيا . ولم يعد لهم حجم أو حضور. بل أن واشنطن وتل أبيب وجهتا صفعة قاسية للرئيس المصري حسني مبارك ، حين تجاهلتا مبادرته ، وتركتاه بلا ورقة توت سوى كلمة ترضية من اولمرت لا معنى لها سوى تكرار الإهانة
■ نحن ، إذن، امام مرحلة جديدة في فلسطين والعالم العربي : تيار المقاومة انتصر.. ثقافة المقاومة انتصرت ... وهذه حقيقة لن تفيد في استيعابها قمة أوروبية في شرم الشيخ أو قمة اقتصادية في الكويت .
المجد للمقاومة