وصلت الى قطاع غزة يوم 14 يناير/كانون الثاني مجموعة من الأطباء الأوروبيين عبر الاراضي المصرية تحت شعار "المساعدة من أجل السلام" ، متحدِّين بذلك المخاطر التي تهدد حياتهم، من اجل تقديم يد العون لضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
ومن مستشفى خان يونس في القطاع قال الطبيب اليوناني المتطوع نيكولاس دوزيس" لست مهتما بما تقوله اسرائيل من تبريرات في امتلاكها الحق بقتل المواطنين الابرياء في الدفاع عن نفسها، الا انني وزملائي صدمنا عند دخولنا المستشفى. نحن لم نر في المستشفى مسلحين بل رأينا اطفالاً ونساء وشيوخاً بالمئات يعانون من إصابات خطيرة وغريبة من نوعها. وجثث القتلى تنشر رائحة الموت في كل مكان".
ربما تكون هذه الكلمات الأكثر تعبيرا عن بشاعة العنف الذي يجري بحق غزة... كلمات قالها طبيب يوناني لا علاقة له بإسرائيل أو القطاع ... كل المخاطر لم تمنعه من أن يأتي إلى غزة مع مجموعة من الأطباء الأوربيين بعد أن روعتهم مشاهد القتل والضحايا والدمار الذي لحق بسكان القطاع .... علهم يتمكنون من تقديم بعض العون لأناس يتعرضون في ظل أسوأ الظروف الإنسانية إلى قتل يومي مستمر.
وبدوره قال ريجيس كاريغي رئيس منظمة أطباء للمساعدة من أجل السلام "ان مارأيناه في خان يونس امر مريع، فبالاضافة الى الحرب العنيفة على غزة وعدد الجرحى المتزايد الذي يشكل الاطفال الضحايا الرئيسيين فيه، هناك مشكلة حقيقية تكمن في سوء التغذية لدى الناس. فالناس في غزة ليس لديهم ما يأكلونه ،فهم جائعون ... انه حصار حقيقي".
ومع استمرار العمليات العسكرية على غزة.. والارتفاع المتواصل لعدد الضحايا.. تقف المستشفيات في القطاع عاجزة عن استيعاب جميع الجرحى الذين يصلون إليها بشكل يومي ومتصاعد... لاسيما أمام نقص كوادرها وامكاناتها الطبية.
وحول وصول الوفد الى القطاع ومشاركتهم في معالجة الجرحى اشار بكر أبو صفية مدير قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة الى انه "بعد أن عاين الاطباء الواقع على حقيقته في غزة - موقع الفاجعة قالوا إن أقل ما يمكن أن يوصف به الوضع الآن بالمريع.. مناشدين كل المنظمات الدولية والإنسانية أن تتدخل للضغط على إسرائيل ...للسماح بدخول المزيد من الأطباء والمعدات الطبية... لتضميد الجراح