بسم الله الرحمن الرحيم
دماء غزة و دماء الفكر العربي
كم هو الألم كبير و أنت تشاهد ما تشاهد مما يتعرض له أهلنا في غزة ،لكن الألم الأكبر و اعذروني إذا قلت لكم أكبر و أنت تتابع الإعلام العربي سواء عبر الفضائيات أو عبر الإنترنيت.
فالمأساة مأساة واقعة وهي ليست بجديدة على شعبنا الأبي و المنكوب في فلسطين الحبيبة،لكن أن تنقلب المفاهيم فهذه مأساة جديدة على أمتنا العربية و هي ليست بالحسبان .
فالمجرم أصبح حماس ، و العدو هو إيران ، و المتخاذل هو سوريا و.........
أنا لا أدافع عن أحد و لست متحيزا إلا للعروبة و الإسلام ، لكنني أتألم على دماء الفكر العربي و هي تنزف مع دماء العرب في غزة ، و إذا كانت دماء الشهداء تشكل خطرا على حياتنا كأفراد فإن دماء الفكر العربي تشكل تهديداً حقيقياً علينا كأمة .
و لنقل أن إيران هي عدو لنا ،لكن فهل من المعقول أن نهاجم عدوا ً مفترضاً ويمكن أن يشكل خطرا ً علينا في يوم من الأيام و نترك العدو الذي يعيث بنا فسادا في كل حين ،وهل يعتقد هؤلاء الذين أعمت أبصارهم الحقد المزروع بطرق عجيبة أن إسرائيل ستتركهم أحياء إلى ذلك اليوم المفترض ، لا أعتقد ذلك.
نحن ضعفاء بكل شيء لكننا أقوياء بإيماننا و عقيدتنا ،أما اليوم فنحن نخسر كل شيء حتى أنفسنا ، و الأمم لا يمكن أن تنهزم إلا من الداخل مهما كانت الظروف،و لنعلم أن كل الهزائم و الانتكاسات التي تعرضت لها أمتنا لم تكن تزيدنا إلا قوة وثباتاً،أما اليوم فنحن أمام هزيمة حقيقية للأمة .
كنا نستغرب سابقاُ كل الاستغراب كيف أن إسرائيل نجحت في أن تقدم صورا مشوهة للعالم الغربي و الأمريكي وها هي اليوم وبكل بساطة تنجح في تغير بوصلة الفكر العربي.
و استطاعت أن تكون صديقة حميمة للعرب و العدو المشترك بات إيران و الخطر يكمن في حماس و حزب الله .
و المطلوب من حماس و حزب الله وكل شريف عربي وعلى لسان قيادات عربية وليست إسرائيلية أن تركع لإسرائيل و أن تصلي باتجاه البيت الأبيض و تل أبيب، و المأساة التي تعيشها المنطقة تكمن في أمن إسرائيل ،هذا الشعب المسكين الذي آن له أن ينام وهو قرير العين و بدون أي ضجيج حتى من أنفاس أي شريف في هذه الأمة..
تصوروا أن هناك من موقعا الكترونيا يهاجم سوريا ،كيف أنها كرست قنواتها الإعلامية لمأساة غزة ، لنقل أيضاً أن سوريا تقوم بذلك دجلا و رياء "على حد قول الموقع" ولكن أليس هذا الدجل و الكذب أكثر شرفا ً من القنوات و التي تابعت أغانيها و رقصها فوق دماء إخواننا في غزة.
المأساة تدعو للكفر لأن الكفر ربما أصبح إيمانا في هذا الزمن المقلوب .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
خاتمة
" سئل رابين في بدايات محادثات السلام :هل يمكن لإسرائيل أن تتنازل عن أراضي احتلتها مقابل السلام للعرب
أشار رابين إلى خريطة الوطن العربي و قال من المحيط إلى الخليج يكتبون فوق هذه الرقعة فلسطين ، نحن نريد من العرب أن يسجلوا إسرائيل بجانب فلسطين ،لكن الظاهر أن الذي تحق أكثر مما كان يحلم به رابين بكثير فالخارطة العربية سترونها و بالقريب العاجل إسرائيل فقط و أما فلسطين ستكون في بلاد الواق الواق.