النعماني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النعماني

بوابة كل العرب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف تعيش عائلة "البنا" تحت نيران إسرائيل؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بيت لاهيا




عدد الرسائل : 9
العمر : 49

كيف تعيش عائلة "البنا" تحت نيران إسرائيل؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف تعيش عائلة "البنا" تحت نيران إسرائيل؟   كيف تعيش عائلة "البنا" تحت نيران إسرائيل؟ Icon_minitimeالثلاثاء يناير 13, 2009 7:13 am

غزة- ما إن تغيب الشمس ويحل الظلام حتى يبدأ الخوف والقلق الليلي في التسلل إلى قلوب عائلة أبو أنس البنا الفلسطينية.. الرعب يخيم عليهم فردا فردا، ويباغت الكبير قبل الصغير، حال هذه الأسرة الغزاوية التي عاشت "إسلام أون لاين.نت" تفاصيل معاناتها اليومية، لا يختلف كثيرا عن حال آلاف العائلات في غزة الغارقة في بحر من الدماء والأشلاء؛ فالكل أمام الموت سواء.
لقد اختصر القصف الإسرائيلي المستمر طيلة 24 ساعة على غزة الحياة اليومية للأسر الغزاوية كثيرا.. فلا مدارس.. لا كهرباء.. لا زيارات.. لا صلاة في المساجد.. بل لا خروج، إلا للضرورة القصوى؛ لشراء الخبز وبعض الحاجيات من المخابز والمحال التجارية القليلة التي لا تزال تفتح أبوابها.
وحياة عائلة أبو أنس البنا تلخص ذلك؛ فهي اختُزلت في حمل حقيبة الإسعافات الأولية، وتجميع أفراد أسرته البالغ عددهم 12 فردا في غرفة واحدة ليلا، والغرفة تم اختيارها بعناية؛ إذ ينتقون المكان الذي يستطيع حمايتهم من شظايا القتل الإسرائيلي؛ حيث تعيش غزة منذ السبت الماضي على وقع هجمات حربية عنيفة هي الأكثر دموية في تاريخ الاحتلال.
أبو أنس يقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن غزة كلها بحجرها وبشرها، باتت هدفا لطائرات الاحتلال ونيرانه، ولكن مع ذلك نحاول من باب قوله تعالى (خذوا حذركم)، أن نختار مكانا آمنا يخلو من النوافذ أو يبعد عنها حتى لا يصيبنا زجاجها المتطاير بفعل دوي القصف، ويقع في أطراف البيت في الطابق الأرضي".
ومنكمشين إلى جواره يجلس صغار أبو أنس جنبا إلى جنب، سامي في الثالثة من عمره يرتمي في حضن والدته، وكلما هز المدينة انفجار تعالت صرخاتهم، بينما تحاول أمهم أن تكتم خوفها، وتبدأ في تهدئة روعهم، وتضم ابنها أكثر، وتغالب دمعة ساخنة كبيرة.
وبحس الكبار تعترف: "متنا رعبا، بالأمس دوي انفجار هز المنزل فحسب، شعرنا أن قلوبنا انخلعت من بين أضلعنا"، وتهمس: "أريد أن أصرخ بأعلى صوتي، ولكن أجاهد لكي أكون شجاعة أمام أطفالي؛ فانهياري يعني انهيارهم".
سارة، ابنتها الكبرى، قالت إنها شعرت ببعض الأمان حين اقترح والدها التجمع في غرفة واحدة، وبشيء من الحزن تمضي قائلة: "الموت مع الجماعة رحمة، كنا نقول لبعضنا لينم الأولاد في غرفة، والبنات في غرفة أخرى، ونتفرق في كل ركن من البيت لتبقى ذكرى منا في حال انهار البيت على من فيه، غير أن صرخاتنا مع كل ضربة جعلت والدي يقرر احتضان خوفنا في مكان واحد داخل هذه الغرفة".
الدعاء سلاح وزاد

يؤم أبو أنس أسرته في الصلاة داخل المنزل، ويرتفع صوته بالدعاء والكل من خلفه يردد: "آمين"، ويقول: "لن يجدي الصراخ، ولن تنقذنا دموعنا"، ويواصل: "الدعاء سلاح، إسرائيل تشن حربا لكسر إرادتنا لكنها بإذن الله لن تفلح".
ويؤدي البنا وأبناؤه الصلاة في المنزل، بعد أن منعهم القصف الإسرائيلي من الخروج من المنزل، والذهاب إلى المسجد المجاور، كما لم تسلم مساجد غزة من القصف الإسرائيلي؛ حيث استهدف القصف حتى الآن تسعة مساجد، وهي: مسجد الرملة في مدينة غزة، ومسجدا عماد عقل وأبي بكر الصديق في جباليا، ومساجد الشفاء والروضة والقسام في خان يونس، ومسجدا بدر وبلال في رفح؛ حيث استشهد فيهما 10 مواطنين على الأقل، ومسجد النصر في بلدة بيت حانون.
وعلى السرير، تهمس لينا ذات الأربعة عشر ربيعا لأختها: "أنا خائفة، ولا أستطيع ترديد الدعاء خلف أبي، أحسده على رباطة جأشه"، بينما شقيقها أنس الذي ينصت لحديثها يتمتم بحروف متلعثمة: "أنا لم أعد أشعر بشيء، لقد فقدت إحساسي".
تمر الليلة ببطء عميق، ودقائقها تمر كأعوام، وتحت الغطاء وأصابعهم في آذانهم، يتمنى الصغار لو أن النهار يأتي سريعا، فقصف الليل أشد رعبا وخوفا.
لا كهرباء في المنزل، بعد أن مزقت الغارات الإسرائيلية خطوط نقل التيار الكهربائي، بينما أدى شح الوقود إلى تعطيل بعض محطات التقوية في القطاع، ولذلك تتابع العائلة ما تحمله الأخبار العاجلة على المذياع أو الهاتف المحمول الذي توشك بدوره بطاريته على النفاد.
ويحاول أفراد الأسرة التقاط أحداث ما يجري لمدينتهم المكلومة، ولكن الأم تقول: "الأنباء واحدة، كلها بذات اللون الأحمر، لكن قلوبنا تشتهي سماع خبر يشفي جراحنا".
مدينة أشباح

ويزداد وجع المدينة أمام القصف الوحشي الذي يتزامن مع حصار شل تفاصيل حياتها؛ حيث أضحت المدينة وشوارعها، بمثابة مدينة أشباح، فالموظفون ممنوعون من الذهاب إلى مواقع عملهم، والمدارس معطلة، ومن يقطن في منزل لم يهدمه القصف فضل إغلاق الباب على نفسه وعلى أهل بيته، وأصبحت الزيارات بين العائلات ممنوعة، حتى تلك التي تقطن في طوابق منزل واحد.
بل إن الوضع قيد حركة أهل البيت الواحد، خشية موت بعض الأعزاء دون الآخرين إذا ما نال القصف غرفة دون أخرى في البيت، بينما لا يوجد لدى الكبار والأطفال على حد سواء أي رغبة في تناول الطعام، رغم توافره النسبي في المحال المجاورة؛ فقد أفقد الخوف من القصف والموت وفقدان الأحبة الغزاويين أية رغبة في تناول الطعام، الذي اقتصر في هذه الحالة على بعض الخبز والزعتر.
كما أن نفاد الوقود المنزلي جعل من الصعوبة على ربات البيوت إعداد الطعام في المنازل؛ حيث عاد أهل غزة إلى استخدام وسائل بدائية لهذا الغرض، مثل المواقد، أو حتى اللجوء إلى إشعال النار باستخدام الخشب والحطب كيفما اتفق للطهي.
وتتنهد أم أنس وتقول: "منذ يوم السبت الماضي ما وطأت قدمي المطبخ، ولم نلتئم على مائدة واحدة، لا أنا باستطاعتي الطهي ولا هم يريدون الأكل، إن شعرنا بالجوع فالرغيف والزعتر ولا شيء آخر"، وتضيف بألم معبرة عن وقع المأساة: "كيف يدخل الطعام والشراب جوفنا، وأشلاء أطفالنا تتناثر من حولنا؟!".
وبصمود يخالجه خوف الكبار ودموع الصغار واهتزاز جدران المنزل يطل نهار غزة الموصول بليلها، وتصحو عائلة أبو أنس التي ما غفا جفنها أصلا، وتندهش العائلة لبقائها على قيد الحياة حتى اللحظة.
ومن النوافذ ينظرون إلى مدارسهم المعطلة وشوارعهم الخالية من المارة، لا سيارات تمشي، ولا محلات تجرؤ على فتح أبوابها إلا فيما ندر، ويلمحون سكان الأبراج والعمارات السكنية العالية وهم يغادرونها على عجل، بحثا عن ملاذ يجنبهم بشاعة الموت.
تخشى أم أنس على أطفالها الخروج، وتقول: "كل شيء بات ممنوعا؛ اللعب، والنزول للشارع، والوقوف في شرفة المنزل، حتى الذهاب إلى المسجد الذي لم ترحم نيران الاحتلال قدسيته.. غزة تبدو مدينة أشباح".
وتشير إلى أن الهاتف وسيلتها الوحيدة للتواصل مع أهلها وأقاربها بسبب أنه "لا أحد يخرج من منزله"، وتضيف: "بتنا نودع بعضنا البعض، ونتلو ونسرد وصايانا، ونحن لا ندري من الذي سيسبق الآخر إلى الموت".
وفي خامس أيام المحرقة تبدو غزة، رغم كل القهر والجرح المفتوح عن آخره، صابرة ترفع أكف الضراعة إلى السماء التي تهديها أمطارا تغسل أحزانها، والإيمان بقوله تعالى: "وكان حقا علينا نصر المؤمنين"، يربط على جرحها، ويرسم على ثغرها ابتسامة الأمل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف تعيش عائلة "البنا" تحت نيران إسرائيل؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
النعماني :: عالم القصص-
انتقل الى: