ومن الجاني ومن الضحية؟ تاهت وتشتت العقول!! فهل أصبح الدفاع عن النفس والأرض المغتصبة، والمطالبة بأبسط شروط الحياة الانسانية ، بنظرهم جريمة، عقوبتها الإبادة الجماعية؟
[size=16]ألا يحق لنا أن نتساءل.. كيف يمكن أن يخرس الحق ويتكلم الباطل؟ وأن يتبادل الخير والشر الأماكن والأدوار؟
[size=16]ربما انقلبت المفاهيم، وشوهت منظومة القيم والمبادىء، بعد أن تعرضت للتزييف من قبل قوى ظالمة، لاهم لها إلا كسب التأييد والدعم لتحقيق مطامعها العدوانية.
[size=16]فإن كنا نحن أمام سيل من هذه التساؤلات والتناقضات، فما حال الأطفال ، وكيف نحميهم من هذا التضليل الذي تمارسه بعض وسائل الاعلام في القيم النبيلة التي جبلنا عليها نحن كعرب وأصحاب حق لا يقبل المساومة أو التنازل، وعلى من تقع مسؤولية رفع درجة الوعي الوطني والقيمي، لدى أطفال زجوا رغماً عنهم في دوامة هذه الأحداث التي تفوق بقسوتها ودمويتها طفولتهم.
[size=16]محاولة لتشويه القيم وتزييفها
[size=16]حول هذا الموضوع حدثتنا الدكتورة منى كشيك -مدرسة في كلية التربية ، بقولها: مفهوم القيم بحد ذاته تغير نتيجة التغيرات التي حصلت في العالم، واختلال موازين القوى، ونتيجة العولمة وانتشار الفضائيات، والتي تدعم بعضها قوى معادية ومتواطئة، لتروج لمفاهيم وقيم تخدم مصالحها، وتحقق لها مصالحها الاستعمارية.
[size=16]فالقيم النبيلة التي تربينا عليها والتي ترسخت عبر قرون من الزمن ،مثل قيمة الشجاعة والنضال والتضحية والاستبسال من أجل الشهادة أو الحرية باتت في زمننا الراهن، وبتكريس من قوى الشر بأنها إرهاب واعتداء على حقوق من استلب الحق واستولى على الأرض، فنحن نعيش الآن تزييفاً لهذه القيم وتضليلاً للمفاهيم، وذلك بمساعدة ومؤازرة عدد من الفضائيات التي تبث سمومها بإتقان وخبث في محاولة منها لقلب الموازين وتضليل الرأي العام للتعاطف مع إسرائيل.
[size=16]كما تحول الدفاع عن النفس من قيمة نبيلة تدل على الشهادة وعزة النفس إلى التجني على الاخرين وتهديد أمنهم، وافتعال الحروب والأزمات ، ولتأتي بعد ذلك مطالبة من اضطرته ظروف الاحتلال لمحاولة دفاعه عن وطنه وأرضه إلى تحمل مسؤولية فعلته الشنيعة، وليتساوى القاتل والمقتول ولتتحول الضحية إلى جانٍ بنظرهم.
[size=16]أما العدل والمساواة ... فأي عدل وأي مساواة ظالمة، تكمن في حرمان شعب من أبسط حقوق الانسان في الحياة، وليس من أبسط شروط الرفاهية، التي يتمتع بأقصى درجاتها من شرد شعباً واحتل أرضاً ليتمتع بخيراتها وليأكل من ثمارها.
[size=16]كل هذه الأحداث رفعت من درجة الوعي الوطني لدى الأطفال، الذين وجدوا أنفسهم داخل هذه الدوامة من الأحداث اليومية المتلاحقة واللاهثة، حتى باتت مشكلة غزة ومعاناة أطفالها، هماً يومياً لهم، يشغلهم ويحتل حيزاً من تفكيرهم ، ويلامس وجدانهم بقوة، فشاركوا بمسيرات تضامنية مع أطفال غزة، عبروا فيها بعفوية عن مشاعرهم والتقوا بملتقى واحد، فما يشاهدونه من مشاهد عنف هي لأطفال يماثلونهم في العمر. ولكنهم يفتقدون للأمان.
[size=16]دور الأهل شرح ما يدور من أحداث
[size=16]هنا وأمام تناقض وتزييف القيم، تقع مسؤولية كبيرة علينا لحماية أطفالنا من الضياع بين القيم من حق وباطل ومن ظالم ومظلوم، فعلى الأهل المساهمة باسترجاع وترسيخ مفاهيم وقيم الشهادة والجهاد في نفوس أطفالهم وتعزيزها خاصة في مرحلة هامة كمرحلة الطفولة ، لأنه من شب على شيء شاب عليه، ويكمن دور الأهل أيضاً بشرح ما يدور من أحداث لأطفالهم بشكل مبسط وقريب من أذهانهم ويناسب طفولتهم، وبذلك نحميهم من التلاعب بمنظومة القيم من خلال الحوار، حتى يعي ويدرك الطفل أن الشعب الفلسطيني صاحب قضية وحق، وبذلك يمكن أن نخلق لدى أطفالنا وعياً سياسياً ووطنياً يناسب أعمارهم.
[size=16]تضمين المناهج قيم البطولة
[size=16]ويساعد المدرسة على أداء دورها التربوي في هذا المجال تضمين مناهجها تجارب المقاومة الباسلة والتي نجحت في تحقيق النصر، ولو كان بعد إراقة الدماء وقافلة من الشهداء ، كالمقاومة اللبنانية التي كانت رمزاً للبطولة والشهادة في سبيل التحرير، وترسيخ مفاهيم أن الحق لابد أن ينتصر مهما طال الأمد، وأنه لايموت حق وراءه مطالب، وأن حق الفلسطينيين حق يأبى النسيان، والقضية الفلسطينية هي قضيتنا العربية.
[size=16]وإلى أن يكبر هؤلاء الأطفال ، يحدونا الأمل بتحقيق النصر واسترداد الأرض، وبأن يعم السلام العالم أجمع، فهل بتنا محكومين بالأمل إلى أن يفهم هؤلاء أننا أصحاب حق؟!!